في تجربة ريادية تعد الأولى من نوعها على مستوى جامعة منوبة، انطلق العمل في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمعدات إعلامية وسمعية بصرية لذوي الاحتياجات الخصوصية وتحديدا ضعاف وفاقدي البصر، اقتنتها الجامعة في إطار مشروع دعم الجودة « باك-كوفيد » للتعليم العالي عن بعد، وذلك بكلفة فاقت 109 آلاف دينار.
وتتمثل المعدات، وفق تصريح كاهية مدير الإدارة الفرعية للبناءات والتجهيزات بالكلية، ريم صولة، لوكالة « وات »، في برنامج نسخ بطريقة « البرايل » الذي يحول النصوص المكتوبة والدروس إلى كتابة « برايل »، وطابعتي « برايل »، وجهاز مكبّري شاشة ستساهم في تكبير كل ما يظهر على شاشة الحاسوب لمساعدة ضعاف البصر، وقارئ الشاشة الالكتروني الذي يحوّلها الى محتوى مسموع، وآلة نطق ستساعد المكفوفين على تلقي الدروس سمعا لمتابعة مسيرتهم التعليمية، وإجراء امتحاناتهم في أفضل الظروف بفاعلية واستقلالية خاصة.
ومن المنتظر أن تتدعم التجهيزات الجديدة لاحقا، وفق صولة، بثلاثة حواسيب مجهزة بلوحات مفاتيح بتقنية « البرايل »، ستسهل عملية القراءة وإجراء الامتحانات لفاقدي البصر الذين لا تستطيعون النفاذ الى الكتب إلا بلمس الحروف المكتوبة بطريقة « البرايل »، ويجرون امتحاناتهم طوال السنوات الأخيرة بإحضار مرافق كاتب يكتب إجاباتهم في الامتحانات.
هذا وهيأت إدارة الكلية قاعة خاصة بالمكتبة بهذه التجهيزات الجديدة التي تسلّمها عميد الكلية منصف التائب، والكاتب العام ادارة الجامعة، ونظّمت دورة تكوينية حول استعمال الأجهزة والتطبيقات المعتمدة حضرها الأستاذ بالمعهد الكفيف وليد الزيدي، وعدد من اداريي الكلية وجامعة منوبة، وذلك استعدادا لانطلاق العمل بها لفائدة المكفوفين، واعدادا للفريق الذي سيشرف عليها إداريا وتقنيا.
ومن المنتظر أن ينتفع ثمانية طلبة مكفوفين بخدمات هذه الأجهزة، وذلك في اختصاصات إجازة وماجستير في العربية والتاريخ والاسبانية والإيطالية، بما سيمكنهم من تخطي صعوبات التعلم بالطرق التقليدية والانتقال إلى التعليم الرقمي والالكتروني، كما سيعتمدها الأستاذ بالكلية في اعداد وتقديم الدروس والامتحانات.