البطالة محطة.. الفقر محطة.. الضعف محطة اخرى الخوف كذلك محطة اخرى .. ومقاييس المجتمع ومعاييره محطة اخرى …. كل تلك المحطات يكفي ان لايدع الشاب رحلته تتوقف كثيرا في احداها وان يقتني تذكرة الامل لا تذكرة الياس وان يمتطي صهوة الابداع والفكرة والرغبة في غد افضل وان يطمح في ان يجعل تلك المحطات مجرد بدايات لمستقبل افضل واكثر نجاح…
هذا ما اراد عدد من شبان مدينة منوبة ان يعبروا عنه خلال تظاهرة « بيل » التي احتضنتها بلدية منوبة طيلة اليوم الاثنين بهدف تحفيز الشباب وتبادل قصص النجاح والخبرات في مختلف المجالات والفئات وذلك من خلال استضافة العديد من الشخصيات المؤثرة في مختلف الميادين..
وتحت شعار « قدم الوسط فارغ » هذه العبارة التي غالبا ما يرددها قباض حافلات النقل العمومي لتفادي الاكتضاظ في اخر الحافلة اختارها المدون محمد طه الفخفاخ صحبة عدد من الشباب الناشطين بولاية منوبة لبث نقطة ضوء وامل في واقع شباب اليوم الذي يسوده الشعور بالعجز والخوف من المستقبل ويخيم عليه شبح البطالة والفقر وانعدام الفرص ..وليؤكد حسب ماأفاد به مراسلة وات بالجهة ان واقعا افضل ينتظرالشباب على بعد خطوات وانه كل ما تتطلبه العملية بعض الجهد والفكرة البناءة للوصول الى ذلك « الوسط الفارغ » الذي بلغه الكثيرون من الشباب في تونس بافكارهم المبدعة باحلامهم البسيطة التواقة الى النجاح والطموح وحققوا به نجاحات يشهد بها القاصي والداني…
 » قداه بش نقعدو نوّخرو والوسط يعيّط يا راكبين، الساحة تستنّى و المستقبل ينير ، قدّم الوسط فارغ وحدة وحدة نطلعو الناس الكل .. ، المرسكي في الدنيا مايكملش معانا و لي مثقّل بأحزانو نخلّولو كرسي بحذانا .. تي ستنّا هاو جاي لي بعدو، لي بعدو عمرو ما يهزّنا الكل ، يا توّا يا نبطّلو العباد الكل ، قدم الوسط فارغ خلّي نبداو دنيا زينة صباحها ورد و فل .. نقلبو ماضينا و نرميو ورانا الأيام الكحل .. و وحدة وحدة .. نطلعو ناس الكل .. الوسط يعيطلنا و الخدمة توسوسلنا حياتنا تغمزلنا و المستقبل يضحكلنا.. » بهذه اللهجة البسيطة ولغة التونسيين المالوفة في الشارع وفي وسائل النقل العمومي خاطب المنظمون الشباب داعين الى التحلي بالامل واستنباط الافكار التي قد تقود الى ما لم يحسب له حساب و تغير الواقع وتقرع باب النجاح …
عاطف الحسيني الملقب ب »ميستر جيو » شاب اصيل منطقة العروسية من معتمدية البطان بولاية منوبة قال ان المدرسة الابتدائية تبعد عن منزله مسافة 08 كلم وكانت الحصيلة طيلة المرحلة الابتدائية وعلى مدة ستة سنوات 8000 كلم مسافة اكتشف انها نفس المسافة التي تفصل تونس عن لواندا عاصمة انغولا… ولتترسخ لديه قناعة بانه ولد ليكون رحالة… فكرة قادته الى تحقيق حلمه فاستطاع خلال 145 يوما ان يجوب 13 دولة باقل المصاريف حسب تعبيره..
عاطف اكد للحاضرين انه لاشيء صعب امام الشباب قائلا « بكفي احيانا جواز سفر وحقيبة ظهر بها ما قل من الملابس والحاجيات لتتجول في انحاء العالم « …مستعرضا تجربته المتمثلة في القيام باعمال تطوعية في ايطاليا مما جعله يتوجه افضل متطوع سنة 2016 .واضاف ان جولته السياحية التي خرجت به عن دائرة المالوف وجعلته احد سفراء تونس مكنته من ترويج صورة افضل لشباب تونس مغايرة لتلك التي اضرت بسمعة بلادنا نتيجة التحاق اعداد من الشباب بالمجموعات الارهابية …
ربيع بن براهيم المعروف على شبكات التواصل الاجتماعي ب »الحالم » تحدى مرض الربو في صغره بالرياضة حيث خاض عديد الانشطة الرياضية وانفتحت بصيرته على عالم جديد اساسه جمال الطبيعة التفاؤل والتحدي فجال مختلف مناطق البلاد بحثا عن مكامن الجمال الطبيعي وتقاسم لحظات الاستمتاع بها مع الاخيرين عبرالصور الفوتغرافية ولقطات الفيديو لتصبح تلك الهواية مشروع حياته فاستقال من عمله وانغمس في الطبيعة والرحلات التي قادته الى خارج تونس وينجح بتحقيق بعض ماحلم به …
« الحالم » دعا الشباب الحاضر الى كسر قيود المجتمع ومعاييره فالفشل الدراسي…يمكن ان يكون طريقا للنجاح مثلا والابتكار والخلق والابداع قادر على تحدي كل الصعاب…
خطاب الامل والتحفيز تواصل طوال التظاهرة ليقدم الاعلامي نزار الشعري تجربته مع الاعلام والبرامج التفزية والاذاعية ويستعرض تجربته الثرية في الاطار والصعوبات التي واجهته كما شمل استعراض تجارب وقصص ثلة من المدونين على غرار سيف بن عمار وريان بوعجاجة وشهرزاد بوغانمي…
. وقد تخللت الاحاديث فقرات موسيقية ولوحات رقص ورياضية شارك فيها عدد من الشباب الموهوبين بالجهة وحضرها عدد هام من التلاميذ والشباب من منوبة ومختلف المعتمديات وشباب العاصمة واريانةاضافة الى عدد من الورشات في العلوم والالعاب والكهرباء..