البث الحي

الاخبار : الأخبار

femme

كرمت في العيد الوطني للمراة.. حمالة بضائع على متن كريطة بمدنين تفتك لنفسها موقعا بين الرجال

دخلت مقر الاتحاد الجهوي للمراة بمدنين تحمل في يدها دعوة وجهت لها لتكون ضمن قائمة من النساء اللاتي سيكرمن في عيد المراة من بين عاملات في قطاعات مختلفة من الامن والدفاع والاعلام وغيرها .اقبلت ترافقها ابنتها الوحيدة غير مدركة بحق ما يعنيه التكريم او الحصول على شهادة في مثل عمرها وهي التي لم تلتحق يوما بمقاعد الدراسة حسب قولها.
هي السيدة حليمة السكرافي المراة الوحيدة التي تعمل بمدينة مدنين حمالة لمختلف السلع والبضائع على متن عربة تقودها دابة او ما يعرف بالكريطة منذ سنوات طويلة سبقتها سنوات من العمل كمعينة منزلية مكنتها من ان توفر ثمن شراء العربة والدابة لتنطلق بها مسيرتها في الكد.
حليمة وجدت نفسها بعد ان طلقها زوجها وفي احشائها جنين الخمسة اشهر دون عائل ومضطرة لان توفر قوتها وان تعيد ترتيب حياتها فاختارت ان تعول على نفسها فقط حتى لا تكون عبئا على اي كان ولو من عائلتها القريبة فهذه المراة متشبثة بصيانة كرامتها مهما كان حجم شقائها في العمل مستلهمة في ذلك بمعاني عميقة لمثل شعبي يقول  » يا نفس كوني للدرك صبارة وما فماش من دفنوه ونقض نهاره ».
قالت حليمة ان الدهر طويل وانها لا ترضى الا ان تعيش من عرق جبينها لا ان تعيش على ما يقدمه لها الاخرون دون ان تنكر مساعدتهم لها وجميل اهل البر والاحسان مضيفة انها تجل العمل وتقدسه وان الانسان ما دام ينبض حياة عليه ان يعمل ويجتهد .
هذه السيدة اصاب مرض فقرات عمودها الفقري وركبتيها بسبب عناء سنوات شبابها قضتها كحمالة لكل السلع من اسمنت واجر وحديد ولوح واكياس الشعير تصل في اليوم الى طنين او ثلاثة تضعها على الكريطة ثم تنزلها منها لتوصلها الى حرفائها لكنها تواصل عملها بنفس الحماس والمحبة فقط بنسق اضعف اذ هي اصبحت تطلب المساعدة عند تحميل وتنزيل السلع الثقيلة .
تسترجع حليمة سنوات العمل والكدح بكل حسرة فتتنهد احيانا وتبتسم احيانا اخرى فتتغير ملامح وجهها فهي التي كانت تغادر بيتها في الرابعة صباحا صيفا او شتاء لتلتحق بسوق الجملة للخضر والغلال حتى تكون في الموعد المحدد لانطلاق توزيع السلع في الخامسة والنصف صباحا لتكون ندا الى الند مع مجموعة من الرجال وهو ما يمثل مبعث فخرر لها لك حسب قولها.
قطعت حليمة كيلومترات طويلة في مدينة مدنين بين احيائها القريبة والبعيدة لتزود حرفائها ببضائعهم المختلفة رفيقها في ذلك دابة وعربة او كريطة ربطهما قصة عشق وود لم تنته حتى انها اهتزت عندما ذكرتها في سياق الحديث معها باغنية  » القسم على الله من الكريطة ام على الله مالكريطة وشقاها عمري ما ريته » لتقول شقاها حلو بحلاوتها.
اضافت حليمة وهي تستعيد فترات ذهبية في عملها انها شغلت تحرث الارض وتساعد في جني الزيتون والحصاد وتغيب لايام على منزلها عند ممارسة هذه الانشطة الفلاحية قائلة ان عملها لا يعترف بوقت او مكان فهي على الذمة متى طلبها الحرفاء غير متراخية في توفير لقمة عيشها وعيش ابنتها بعد ان نجحت بمساعدة اهل الخير في بناء مسكن بسيط.
حسب حليمة لم يطرح لها ممارسة مثل هذا العمل الرجالي كحمالة بضائع على متن كريطة اي مشكل او عقدة فهي لا تعير اي اهتمام لما تسمعه من كلام بين الحين والاخر لقناعتها انها لا تمارس عيبا وهي تبحث عن رزقها بل العيب في التواكل وفي مد اليد وفق تعبيرها مضيفة ان الصعوبات مطروحة في اي عمل فالبحار مالحة جميعها حسب وصفها.
جعلت هذه المراة الكادحة من توفير مورد رزقها واجلال عملها ابرز اهتماماتها بل كل ما يشغل تفكيرها والجانب الاكبر من حياتها حتى ان محاولة الخوض معها في مواضيع انية تشغل البلاد امر لا يعنيها حسب رايها من ذلك انها تجهل ان محطة انتخابية جديدة ستقبل عليها بلادنا وهب الانتخابات البلدية قائلة « انها لا تعلم بها وانها لن تشارك فيها بالتصويت فخيارها قد يكون غير صائب الا انه من البديهي حسب قولها ان تعرف من يراس هذه البلاد ».

بقية الأخبار

فيديو

الميثاق-التحريري

مدونة-سلوك

الميثاق

frequence3

تابعونا على الفيسبوك

استطلاع رأي

هل ترى أن إذاعة الشباب تعبر عن مشاغل الشباب ؟

Loading ... Loading ...