باجة: مهرجان الفلاحة المتجددة يعالج الإشكاليات المناخية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط

شكلت الفلاحة المتجددة والثقافة الايكولوجية، محور فعاليات الدورة التاسيسية لمهرجان ينظمه فضاء ارسطوفانيس الثقافي بوادى الرزقاء منذ امس الجمعة ليتواصل حتى يوم غد الاحد على ضفاف سد سيدى سالم بتستور من ولاية باجة، بمشاركة باحثين وهياكل بيئية وثقافية وعدد من مكونات المجتمع المدنى بتونس وبالوطن العربي.
وبين مدير الدورة التاسيسية للفلاحة المتجددة والثقافة الايكولوجية خبيب العياري، اليوم السبت، لصحفية وكالة تونس افريقيا للانباء، انه تم اختيار محور الدورة اعتبارا لمعاناة حزام شمال افريقيا وحتى الشرق الاوسط من شح المياه نتيجة التغيرات المناخية، معتبرا ان تونس بلد الفلاحة بامتياز وبلد الباحث"ماغون" و"ابن شباط" وكبار الباحثين فى المجال، اصبحت اليوم تعاني من ازمة انتاج فلاحي وامن غذائي، مبرزا ان الفلاحة المتجددة تقدم حلولا، وقال ان المهرجان ربط الفلاحة المتجددة بتاريخ تونس (بداية من قرطاج) وكتاب "ماغون" حول الفلاحة الذى ورد فى 28 مجلدا.
واكد انه تم اختيار محور تتقاطع فيه الفلاحة والثقافة، استنادا الى تعريف اليونسكو في ان الثقافة تعني بكل شيء بما فيها ممارساتنا اليومية، من خلال تنظيم ثلاث ندوات كبرى حول "التغير المناخي فى علاقة بالفلاحة المتجددة" و"الشح المائي فى علاقة بالفلاحة المتجددة" والندوة العلمية حول "الاقتصاد التضامنى فى علاقة بالفرص الابداعية".
وقال ان فضاء ارسطوفانيس الثقافي، اراد من خلال تبنيه محور الفلاحة المتجددة والثقافة الايكولوجية، تكريس مساهمة الفضاءات الثقافية فى رفع مستوى الوعي وتغيير السلوكات.
وابرز الباحث فى المجال الزراعي واسترجاع البذور الاصلية حسن الشتيوى لصحفية وكالة تونس افريقيا للانباء انه، يسجل العودة للتاريخ والبذور التونسية الاصلية وطرق صنع مكونات غذائية صحية للمرضى وللاصحاء وتحقيق هدف السيادة الغذائية والصحية ومساعدة العائلة التونسية للدولة فى تخزين غذائها فى بيت المونة (حسب التسمية التونسية القديمة) وهو ما من شانه زيادة طاقة التخزين والترفيع فى السيادة الغذائية والاكتفاء الذاتي.
واكد انه من بين البذور الاصلية للقمح التى تم استرجاعها، اصناف جناح خطيفة والبسكري والشيلي والمحمودى والعويجة والعربي والروماني والبركة، موضحا ان البذور التونسية الاصيلة تحتاج الى كمية تساقطات تتراوح بين 150 و200 ملم، بينما تحتاج البذور المزروعة حاليا باية منطقة 600 او 700 ملم من الامطار، مؤكدا ان مردودية الحبوب التونسية مرتفعة من ناحية الاعلاف والانتاج وان العائق الوحيد هو العقليات وعدم تجربة هذه البذور وعدم وجود ثقافة للفلاحين لزراعة هذه البذور، اضافة الى الافكار المغلوطة.