منوبة: المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر يفتتح مكتبة جديدة

افتتحت اليوم الأربعاء بالمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر فضاء المكتبة الجديد المتضمن لـ 3500 عنوان من كتب نادرة ومجلدات ومجلات وخرائط ومخطوطات، اهدتها المؤرخة الفرنسية المختصة في التاريخ المعاصر في الجزائر والمغرب العربي "أني راي غولدزيغر" في اخر حياتها(2019) الى إدارة المعهد.

كان ذلك خلال اشغال الندوة السنوية الأولى للمديرين السابقين التي نظمها المعهد تحت اشراف رئيس جامعة منوبة عامر الشريف، احتفاء بالذكرى 35 لصدور الامر المنظم للمعهد بتاريخ 16 افريل 1990

وثمّن مدير المعهد خالد عبيد بالمناسبة، قيمة الرصيد الجديد من الكتب والمجلدات التي اهدتها هذه المؤرخة التي عرفت بمساندتها لقضايا تحرر الشعوب منها القضية التونسية وخاصة القضية الجزائرية، وبانخراطها في صفوف جبهة التحرير الوطني، وبتعلقها بتونس التي ولدت فيها ودرست بمؤسساتها التربوية .

وتعزز هذه المراجع أرشيف المؤسسة البحثية والارشيفية، والذي تم الاحتفاء به اليوم من خلال اشغال هذه الندوة الخصوصية في نسختها الأولى، و تثمينه من خلال بادرة المديرين السابقين الذي تداولوا على ادارته منذ انطلاقه كمشروع" برنامج البحث عن تاريخ الوطنية" في 1979 وتسميته ب"المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية" في1989 التي تغيرت في 2014 الى " المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر " .

واوضح عبيد لوات، انه إضافة الى اكثر من 02 مليون وثيقة أرشيفية يمتلكها المعهد الذي يعد الوحيد على مستوى كل البلدان التي احتلت من قوى الاستعمار الغربية ، يمتلك ارشيفا خاص به كمؤسسة ارشيفية وبحثية واكاديمية بجامعة منوبة حرصت إدارة المعهد على تثمينه.

ومن خلال حضور المديرين وممثليهم من عائلاتهم، جمعت الندوة بين مختلف الأجيال والاسماء التي تداولت على ادارته، وسلطت الضوء على مختلف التجارب الثرية والمتنوعة، في لمسة وفاء رمزية لمساهماتهم الجليلة في بقاء المعهد كصرح من صروح الذاكرة التونسية، وتأكيدا على التزام الإدارة الجديدة على مواصلة المسار برؤية تأخذ من التراكمات المعرفية والتجارب القديمة الثرية، وتمتزج بروح التجديد ومواكبة التغيرات التكنولوجية التي باتت تفرض نفسها من اجل احياء العلوم الإنسانية، وفق عبيد.

هذا مع الاحتفاء بتجربة المعهد من خلال أبنائها طيلة مختلف محطاتها التاريخية، وتجاربها في استجلاب الأرشيف من فرنسا والتي انطلقت منذ اواخر سبعينات القرن الماضي ولاتزال متواصلة، و في حفظها وتثمينها بمختلف انماطها من أرشيف مصور عن الأرشيفات الفرنسية الخاصة بتاريخ تونس المعاصر و شهادات مسموعة ومرئية وصور تمثل رصيدا وثائقيا استثنائيا، وغنيا بالمعطيات والمعلومات والحقائق للفترة الاستعمارية في تونس من قبل 1881 الى ما بعد 1956

وأشار الى العمل مستقبلا على تكثيف ومضاعفة مجهودات النشر، مع اعتماد الرقمنة وأقلمة العلوم الإنسانية مع المتغيرات الرقمية والتكنولوجية، لافتا الى صدور العدد الجديد من اصدار المعهد، مجلة "روافد" التي ستتوفر بمحتوى رقمي ولأول مرة عبر "الكود" او رمز الاستجابة السريعة الذي سيمكن القراء من مطالعة كل محتواها رقميا.