تقرير حقوقي: النساء والأطفال غالبية ضحايا الإبادة في غزة بعد استئناف العدوان الصهيوني

- أكد "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" أن النساء والأطفال يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا الإبادة الصهيونية المستمرة في غزة, والتي تصاعدت بشكل كارثي بعد انهيار وقف إطلاق النار, مشددا على أن ما يجري في القطاع ليس مجرد عدوان عسكري, بل جريمة ممنهجة تمزق النسيج المجتمعي الفلسطيني وتستهدف الأجيال القادمة.
وأشار المركز في تقريره الصادر أمس الجمعة إلى أن "جرائم الإبادة الجماعية لم تتوقف, ومع استئناف حرب الإبادة الصهيونية في 18 مارس الماضي, تصدرت النساء
والأطفال قائمة الضحايا, لتجد النساء أنفسهن بين قصف يسلب حياتهن أو قصف يفقدهن أطفالهن. فمنذ انهيار وقف إطلاق النار, استشهد 595 طفلا و308 نساء, لترتفع حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 18044 طفلا و12402 امرأة".
وأضاف التقرير أن "مقتل النساء نتيجة الهجمات الصهيونية لا يختزل في أرقام, ولا يعد مجرد انتهاك صارخ لحقهن في الحياة فحسب, بل يمثل جريمة مركبة تمزق نسيج الأسرة والمجتمع, وتفضي إلى انتهاك متسلسل لحقوق الأطفال الذين يتركون يتامى محرومين من الرعاية والاحتواء, ما يتسبب في اضطرابات نفسية واجتماعية
طويلة الأمد تجعلهم من أكثر الفئات هشاشة, وتنذر بظهور جيل مثقل بالصدمات, يحتاج إلى دعم ورعاية شاملة لاستعادة الحد الأدنى من الأمان والاستقرار".
وأشار المركز إلى أن هذا العدد "الكارثي" من الضحايا يؤكد أن استهداف الأطفال لم يكن نتيجة "أضرار جانبية, بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إبادة الجيل الفلسطيني
القادم. فالأطفال الذين نزعوا من أحضان أمهاتهم تحت وابل القصف, كانوا ضحايا لعقاب جماعي يستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني بدءا من أطفاله".
وأوضح أن "آثار الإبادة في غزة لا تقتصر على الأطفال الذين قتلوا, بل تمتد لتترك أثرا نفسيا بالغا في حياة الأمهات, حيث تواجه كثير من النساء فقدان
أبنائهن وبناتهن في ظروف بالغة القسوة, وسط عجز تام عن حمايتهم أو إنقاذهم أو حتى وداعهم أو الحداد عليهم في أمان".
وأشار التقرير إلى أن بعض الأمهات فقدن جميع أطفالهن, و يضطررن إلى التعامل مع هذا الفقدان دون أي دعم نفسي أو خدمات أساسية تساعدهن على التكيف مع الصدمة. وتخلف هذه التجارب القاسية آثارا نفسية طويلة الأمد تنعكس على استقرار الأسرة والمجتمع ككل.
وختم المركز تقريره بالتأكيد على أن "ما يشهده العالم من قتل ممنهج للنساء في قطاع غزة, في ظل غياب أي تحرك جاد, يمثل جريمة تهز أعماق الإنسانية. فكل حياة تسلب بلا رحمة وكل براءة تدمر بوحشية, تفرغ القيم الإنسانيةمن مضمونها, وتحولها إلى شعارات جوفاء في ظل هذا الصمت المشين".