دراسة الاشكاليات التي تعيق احداث مركز نموذجي لمعالجة الادمان واعادة التأهيل بولاية المنستير.

في اطار مواصلة المجهودات المبذولة منذ سنة 2019 لاحداث مركز نموذجي لمعالجة الادمان واعادة التأهيل بأحد الأماكن المناسبة بولاية المنستير ، من طرف "جمعية طبّ - ثقافة - فنّ " McA بدعم من السلط الجهوية أشرّف عيسى موسى والي الجهة يوم الخميس على جلسة عمل لحلحلة الاشكاليات التي تتعلّق بإحداث المركز النموذجي وتسريع كافة الجهات المتداخلة في الإجراءات لتركيز هذه المؤسّسة الإستشفائية الهامّة.
قد أشاد والي الجهةبالحرص الكبير للدكتور عبد الباسط التواتي رئيس جمعية McA ونائبة الرئيس الدكتورة لمياء بوزقرو وكافة الأعضاء لاحداث المركز بالجهة ، ولكن رغبتهم اصطدمت بعدد من الصعوبات والاشكاليات ترتبط خاصّة بتوفير قطعة أرض على ملك الدولة تكون مناسبة لإقامة هذا المركز لعلاج المدنين على المخدّرات وإعادة تأهيلهم .
وفي إطار التعريف بالمركز و بالخدمات التي سيقدمها ، والطرق العلاجية التي سيعتمدها في التعامل مع المدنين واعادة تأهيلهم أبرز السيّد رئيس الجمعية الدكتور عبد الباسط التواتي ، أنّ المركز سيكون حسب المواصفات العالمية وأنّ طريقة العلاج ترتكز على 3 مقوّمات متكاملة وهي : 1 العلاج الطبي ، 2- العلاج بالفنّ ، 3-العلاج الرياضي والإجتماعي ، كما أوضح أنّ أهمّ مقوم في هذه المكوّنات الثلاثة المتكاملة هي العلاج بالفنّ ، وهذا يندرج في إطار آخر المواصفات والمعايير العالمية التي توصي بإدخال الفنّ كأحد المكوّنات وأهمّها للعلاج . 
وقد أشار السيّد رئيس الجمعية أنّ تجربة استعمال الفنّ كأحد أهم مقوّمات العلاج وإعادة التأهيل للمدنين تولّى تقديمها في ملتقى طبّي دولي ولقيت رواجا ونجاحا كبيرا ، هذا ، وقد بيّن أنّ الادمان مرض يمكن معالجته وإعادة تأهيل المريض ، وأنّ المدمن في الغالب هو ضحية وليس مذنب ، وأضاف بأنّ لمؤسّسات الدولة والجمعيات والمنظمات ومكوّنات المجتمع المادي دور يقومون به للمساهمة في معالجة ضحايا الإدمان واعادة تأهيلهم ، مبيّنا أنّه في هذا الإطار يتنزّل حرص جمعية  McA  على احداث مركز جهوي نموذجي للمعالجة من الإدمان وإعادة التأهيل ، مضيفا بأنّ للجمعية كلّ الممهّدات والأرضية المناسبة  لإقامة هذا المركز  وأنّ دراسة المشروع والبرنامج  جاهزين منذ مدّة ، وأنّ أهمّ اشكال اعترضهم هو توفير قطعة أرض مناسبة على ملك الدولة .
وفي هذا الصدد أكّد السيّد الوالي أن السلط الجهوية والإدارات المتداخلة في إحداث المركز ستقوم بكلّ المجهودات مع التسريع في الإجراءات حتّى يتمّ احداث هذا المركز الهام بالجهة ، وفي شأن اقتراح الإدارة الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقّارية لأرض على ملك الدولة الخاص  بمنطقة "الحرقوسية "  لاحداث هذا المركز الجهوي ، رحّبت الجمعية بهذا المقترح ورأت أنّ الأرض وموقعها مناسبين جدّا لإقامة هذه المؤسّسة العلاجية من الإدمان .
وقد شدّد الوالي على التسريع في الإجراءات لتخصيص هذه الأرض للوزارة المعنية ، حتّى يمكن احداث هذا المركز الهام للجهة ، وكذلك لكافة مناطق البلاد التونسية ، بإعتبار أنّ بلادنا تفتقر لمثل هذه المؤسّسات العلاجية للإدمان ، حيث يوجد بها مركزين فقط ، الأوّل بمنطقة جبل الوسط ، الذي تقتصر خدمته فقط على العيادات الخارجية النهارية ، اضافة أنّه يتكفّل بعدد قليل من المدنين ، والثاني بمدينة صفاقس مغلق ، وأبرز السيّد الوالي أنّ جهة المنستير فيها كلّ المقوّمات الأساسية لإحداث مركز نموذجي هام لمعالجة الإدمان يكون رواده من الجهة ومن باقي جهات البلاد.
وختم الوالي بأن إحداث المركز النموذجي لمعالجة الإدمان وإعادة التأهيل أصبح في الوقت الحالي ضرورة للبلاد التونسية في ضلّ ارتفاع ضحايا استهلاك المخدّرات خاصّة من فئة الشباب بسبب تكاثر الشبكات الدولية الإجرامية الناشطة في ترويج المخدّرات وتركيزها في الآونة الأخيرة على إستهداف شباب بلادنا وشباب عدد من الدول الشقيقة المجاورة ، والكمّيات الضخمة المحجوزة من الأقراص المخدّرة خلال الفترة الأخيرة من قبل قواتنا الأمنية ، وكذلك في عدد من دول الجوار خير ذليل على ذلك ، وهذا ما يجعل هذا المركز العلاجي للإدمان ضرورة ملحة حتّى نحمي ونساعد ضحايا الإدمان من شبابنا .وفي ختام الجلسة أكّد السيّد الوالي على ىأنّه سيبذل كلّ المجهودات اللازمة للتسريع في كافة اجراءات احداث المركز الجهوي النموذجي ، وسيتولّى االتنسيق والمتابعة مع كافة السلطات المركزية المتداخلة في الموضوع. 
وقد تمّت هذه الجلسة بحضور السيّدات والسادة : رئيسة دائرة الشؤون الاجتماعية ، رئيس جمعية  "طبّ - ثقافة - فنّ" "MEDICAL-culture-ART ونائبة رئيس الجمعية وعدد من الأعضاء ، المدير الجهوي لأملاك الدولة والشؤون العقارية ، المديرة الجهوية للشؤون الإجتماعية، المكلّفة بتسيير شؤون المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ ، ثلّة من الإطارات الجهوية والمحلية.