كافون... الصوت الذي لا يصمت حتى بعد الرحيل

في يوم السبت 10 ماي 2025، فقدت تونس واحدًا من أبرز وجوهها الفنية وأكثرهم تأثيرًا، الفنان أحمد العبيدي، المعروف باسم "كافون"، عن عمر 42 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

من الشارع... إلى القلوب

كافون لم يكن مجرد مغنٍ، بل كان صوتًا حيًّا للأحياء الشعبية وصوتًا لجيل بأكمله. نشأ في "المدينة الجديدة" بالعاصمة، وحوّل الهمّ اليومي للشباب إلى كلمات وألحان تهزّ الإحساس. انطلقت شهرته الواسعة عام 2013 بأغنيته الشهيرة "حوماني" بالشراكة مع محمد أمين الحمزاوي، والتي لم تكن مجرد أغنية، بل شهادة واقعية عن حياة المهمّشين.

أسلوب خاص... ورسالة أقوى

تميّز كافون بأسلوب فريد يمزج بين الراب والريغي، مستخدمًا لهجة الشارع بكل صدق وعفوية، دون تصنّع. من بين أبرز أعماله: "معليش"، "نحب نقلع"، و**"الأيام"**، وكلها لامست الواقع بأسلوب جريء وإنساني.

من الميكروفون إلى الكاميرا

لم يقتصر حضوره على الغناء فقط، فقد خاض كافون تجربة التمثيل وأثبت موهبته في أعمال مثل "النوبة" و**"رقوج"**، حيث لقي أداءه استحسان الجمهور والنقّاد.

تجربة المرض... وإرادة الحياة

في السنوات الأخيرة، عانى من وضع صحي صعب انتهى ببتر ساقه، لكن ذلك لم يوقفه. عاد إلى الغناء بروح أقوى، متحديًا المرض والألم، ومُلهِمًا لجمهوره بأن الإرادة لا تُقهر.

رحل الجسد... وبقي الصوت

كافون غادر الحياة، لكن فنه باقٍ. كان صوته صوت الناس البسطاء، كلماته مرآة واقع، وأغانيه رسائل لن تُنسى. ترك أثرًا لن يُمحى في قلوب من سمعوه وآمنوا بما غنّى من أجله.

كافون كان صادقًا... عاش للفن والناس، ورحل كبيرًا.