إنطلاق أشغال القمة العربية ال34 في بغداد بمشاركة تونس

قمة عربية

افتتحت منذ قليل بالعاصمة العراقية بغداد أشغال القمة العربية العادية في دورتها ال 34 بمشاركة تونس ممثلة في وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي .
وتاتي قمة بغداد التي تنتظم هذه السنة تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية"، في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة العربية ، وأمام القادة العرب ملفات حارقة للنقاش والحسم ، في محاولة "لم الشمل" في مواجهة الأزمات العربية أبرزها الملف الفلسطيني المخضب بالدماء، وذلك في ظل تواصل العدوان الصهيوني على الفلسطينيين في قطاع غزة ، وما خلفه من دمار واسع وأزمة إنسانية غير مسبوقة، إلى جانب الإنتهاكات اليومية للاحتلال الصهيوني والمستوطنين على المقدسات الإسلامية والحرم القدسي الشريف، وعلى مناطق عدة بالضفة الغربية، فضلا عن مناقشة تداعيات الحرب الصهيونية الاخيرة على لبنان ، والوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد ، وأيضا الأوضاع الإنسانية المتردية في السودان واليمن والصومال وليبيا بسبب الصراعات السياسية المتزايدة.
وتبقى القضية الفلسطينية القضية المحورية لقمة بغداد ، وهو ما تؤكد عليه تونس من خلال موقفها الثابت المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تحرير كل شبر من أرضه المسلوبة وإقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف .
وقد أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد في أكثر من مناسبة على أن حقوق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم، وأن "الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل وتشريد وحرمان حتّى من أبسط مقومات الحياة ، بل حتّى من قطرات ماء ، ووفاة عشرات الأطفال من الجوع والعطش، لا تستهدف الإبادة فحسب بل تستهدف القضاء على الإرادة في التحرير، وهو ما لن تتوصّل إليه قوات الكيان الغاصب أبد ، فحين يصرّ شعب على التحرير سيتحقّق له النصر مهما كان حجم التحدّيات ومهما بلغت جسامة التضحيات"، مشددا أيضا على "ضرورة الإجتماع على كلمة واحدة ،في ظلّ صمت دولي مريب ،وفي ظلّ ضرب لأبسط قواعد القانون الإنساني، وأن موقف واحد وكلمة عربية سواء هما الطريق لوضع حدّ لهذه الجرائم ولهذا الوضع غير الإنساني الذي انتفضت ضدّه شعوب العالم بأسره" وفق قوله.

ويأمل العراق الذي يستضيف فعاليات القمة العربية للمرة الثانية بعد الغزو الامريكي لأراضيه سنة 2003 ، (إستضاف القمة العربية في مارس سنة 2012 ) ، أن تكون القمة ، حسب تصريحات إعلامية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ، "نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك ، ومنصة لتعضيد التضامن وطرح القضايا وتوحيد الصف وتقوية المواقف ، وأن تسهم في مواجهة التحديات وخاصة نصرة القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة غزة" .
كما يأمل أن يتضمن (إعلان بغداد) مواقف القادة العرب بشان التحديات الاقليمية التي تشهدها المنطقة العربية، وفي مقدمتها الدعوة لوقف اطلاق النار في غزة، وفتح المعابر لدخول المساعدات الانسانية دون قيد او شرط، الى جانب العمل على إيجاد حلول عملية لمعظم القضايا المتعلقة بمصالح المواطن العربي التنموية الإقتصادية والاجتماعية .
يشار الى أن مملكة البحرين كانت قد سلمت رئاسة القمة العربية الى جمهورية العراق بعد أن إستضافت فعاليات دورتها ال33 يوم 16 ماي 2024 برئاسة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حيث كان إعلان البحرين قد تضمن بالخصوص الدعوة لوقف العدوان الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية ، وأهمية تنسيق الجهود العربية المشتركة لوضع حد للأزمة الإنسانية في غزة ، وتعميق المشاورات بشأن الأوضاع في سوريا ولبنان والسودان والصومال، ومواجهة التحديات الإقليمية بشكل عام.
وكانت جمهورية مصر العربية قد دعت الى عقد قمة عربية طارئة حول فلسطين في القاهرة يوم 04 مارس 2025 ، لمناقشة الاوضاع المأساوية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ، حيث تم التأكيد خلالها على مواصلة الجهود الديبلوماسية الفاعلة لوقف العدوان على غزة والبدء في إعادة إعمار القطاع المحاصر، في إطار خطة عربية يستغرق تنفيذها خمس سنوات بكلفة تناهز 53 مليار دولار دون تهجير الفلسطينيين، وذلك تزامنا مع إطلاق أفق سياسي لمفاوضات جادة هدفها التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
ومع مناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ، يركز القادة العرب أيضا في قمتهم التي يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش على أهمية توحيد الرؤى بخصوص سوريا التي عادت الى البيت العربي والى مقعدها بالجامعة العربية ،(قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في ماي 2023) ، بعد تعليق عضويتها في نوفمبر 2011 ، وأهمية المحافظة على وحدة سوريا وسيادة أراضيها ، مع تبني مقاربة شاملة بشأن الوضع في كل من سوريا ولبنان والسودان واليمن والصومال وليبيا وفق مصادر ديبلوماسية عربية.
يذكر أن تونس تشارك أيضا في أشغال الدورة الخامسة للقمة التنموية الإقتصادية والاجتماعية، المنتظمة بالتزامن مع القمة العربية العادية في بغداد ، والتي من المنتظر ان تتبنى المقترحات التونسية المتعلقة بوضع رؤية متجددة للتكامل العربي لتعزيز قدرات المنطقة على مجابهة الصدمات والازمات الدولية.

شارك:

سبر أراء

هل ترى أن إذاعة الشباب تعبر عن مشاغل الشباب ؟

عدد الأصوات : 130

إشترك الأن

تونس

21° - 32°
الثلاثاء34°
الأربعاء25°
الخميس28°
الجمعة25°
السبت25°
الأحد24°
أضواء
المرشد الميعن
على الهواء سرور الهدّار عائشة بيّار  سوار الشعري
زوايا الأحداث - مروى الجدعوني
نسائم الصباح
إيقاع الناّس ـ منى العابد
اذاعة الشباب

اذاعة الشباب

ON AIR
أضواء
المرشد الميعن
على الهواء سرور الهدّار عائشة بيّار  سوار الشعري
زوايا الأحداث - مروى الجدعوني
نسائم الصباح
إيقاع الناّس ـ منى العابد