مهرجان ربيع رقادة في دورته الأولى: الثقافة والتراث في قلب الجامعة

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية برقادة، أيام 25 و26 و27 أفريل 2025، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان ربيع  رقادة، في تظاهرة ثقافية وتراثية حملت رمزية عميقة وهدفت إلى إعادة إحياء هذا الصرح الجامعي العريق. يُعَدّ اختيار شهر أفريل لإقامة المهرجان اختيارًا ذا بعد رمزي، إذ يعود بالذاكرة إلى شهر أفريل من سنة 2017، حين عاد عدد من الطلبة القدامى إلى أحضان الكلية للمرة الأولى بعد أكثر من ثلاثين عامًا من التخرج، في لقاء مؤثر جرى يومي 11 و13 أفريل من تلك السنة، تحت شعار "لمّ الشمل". جاء هذا المهرجان كمبادرة لإعادة بث الروح في الكلية، عبر جعل الثقافة قاطرة للتجديد والانفتاح، تزامنًا مع شهر التراث، وهو ما انعكس على برمجته التي اتخذت طابعًا تراثيًا بالأساس. فقد تنوعت فقراته بين عروض الفروسية، عروض الأزياء التقليدية، زيارة متحف رقادة، إضافة إلى فقرات موسيقية من أغاني البادية وموسيقى "السطمبالي"، مما أضفى على الأجواء طابعًا تونسيًا أصيلًا يمزج بين الأصالة والإبداع

. وقد أشرفت على تنظيم هذه الدورة الأولى جمعية قدماء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان، برئاسة الأستاذ المنجي شريط، سعيًا إلى تعزيز دور الجمعية في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للكلية وتثمين إرثها الأكاديمي والثقافي. ويأتي هذا المهرجان في سياق استعداد الجمعية للحدث الأبرز: الاحتفال بمرور أربعين سنة على تأسيس الكلية، منذ نوفمبر 1985 إلى نوفمبر 2025. ومن المنتظر أن تتولى الجمعية تنظيم الجانب الفرجوي والترفيهي من هذا الحدث التاريخي، فيما يشرف المجلس العلمي للكلية، تحت رئاسة الأستاذ عبد الرزاق الصيادي، عميد الكلية، على الجانب العلمي من الاحتفالات. إنّ مهرجان ربيع رقادة ليس مجرد تظاهرة ثقافية عابرة، بل هو خطوة أولى نحو ترسيخ تقليد سنوي يحتفي بالهوية والتراث، ويُعيد ربط الأجيال الجديدة بجذورها الأكاديمية والثقافية.