اختتام الاجتماع العربي التحضيري لقمة التنمية الاجتماعية الثانية بالدوحة بصياغة وثيقة الأولويات العربية

اختتام الاجتماع العربي التحضيري لقمة التنمية الاجتماعية الثانية بالدوحة بصياغة وثيقة الأولويات العربية

اختتمت، عشية اليوم الثلاثاء، بتونس العاصمة، أشغال الاجتماع العربي الإقليمي للتحضير لمؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، المقرر عقده بالدوحة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025، بصياغة الوثيقة المتعلقة بالأولويات العربية، على أن تقوم الدول الأعضاء خلال خمسة عشر يوما بإرسال مقترحاتها وتعديلاتها لإرسال الوثيقة النهائية إلى السكرتير العام للأمم المتحدة قبل نهاية الشهر الجاري على أقصى تقدير.

وأفاد وزير الشؤون الاجتماعية عصام الأحمر ل(وات) بأن الاجتماع المنعقد يومي الاثنين والثلاثاء، أسفر في ختامه عن صياغة بيان نال موافقة جميع المشاركين، مع إبداء بعض الملاحظات، وترك مهلة زمنية لإضافة تعديلات أو تحسينات على بعض الصياغات، مبرزا أهمية التوصل إلى موقف ووثيقة موحدة على مستوى المنطقة العربية يمكن تقديمها إلى مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في الدوحة.

وأوضح الوزير أن هذه الوثيقة سيتم إحالتها، بعد إدراج الملاحظات المقترحة، إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومن ثم إلى الأمم المتحدة لاعتمادها كوثيقة رسمية من وثائق المؤتمر القادم في الدوحة. ولفت إلى أن الأجل الأقصى لتسليم النسخة النهائية من الوثيقة هو نهاية شهر جويلية الحالي.

وأفاد بأن من أبرز النقاط التي تم الإجماع عليها هي خصوصية الواقع العربي، بما في ذلك خصوصية الأسرة، مع رفض فرض مفاهيم وتحولات اجتماعية دخيلة على السياق العربي مشيرا إلى أن المشاركين في هذا الاجتماع شددوا في البيان على سيادة الدول العربية في رسم سياساتها الاجتماعية والإنمائية وتنمية مواردها البشرية بما يتماشى مع طبيعة مجتمعاتها، إلى جانب تأكيد حق الشعب الفلسطيني في ممارسة سيادته الكاملة على أراضيه، وحقه في تنمية اجتماعية وإنسانية عادلة.

من جانبه، لاحظ الوزير المفوض مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، طارق النابلسي، أن البيان المذكور هو ثمرة شراكة بين مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والمجموعة الدولية المسؤولة عن العملية التفاوضية في الأمم المتحدة، من بينهم سفير المملكة المغربية وسفيرة مملكة بلجيكا، إلى جانب التنسيق مع سفير جمهورية العراق ممثل مجموعة الـ77 والصين، وهي مجموعة داعمة لقضايا الدول النامية، وفق تصريحه.

وأضاف النابلسي أن المشاركين في الاجتماع التحضيري حرصوا على إبراز الأولويات العربية وخصوصيات المنطقة، مع إدانة الممارسات اللاإنسانية للاحتلال الإسرائيلي في غزة وبعض الأراضي العربية الأخرى مثل لبنان.

وأشار إلى أنه هناك خططا وبرامج تمت المصادقة عليها سابقا، منها الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر، فضلا عن الخطة العربية 20-45 التي أُعدت بالشراكة مع الأمم المتحدة مؤكّدا النابلسي أن المشاركين أولوا اهتماما خاصا بملف الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب قضايا القضاء على الفقر، وتوفير العمل اللائق، وتحقيق الإدماج الاجتماعي، وقد تم تضمين هذه الأولويات في البيان الصادر في ختام الاجتماع العربي الإقليمي للتحضير لمؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية.

واعتبر أن هذه الوثيقة ( البيان) تحظى بتوافق واسع، إذ تعكس توجهات وأولويات ثابتة للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، من بينها التأكيد على الارتباط الوثيق بين الطموحات التنموية العربية وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، مع الحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي، وصون المبادئ الاجتماعية المتعلقة بالأسرة والعلاقات الطبيعية، وتعزيز مؤسسة الزواج والتماسك الأسري.

كما تضمن البيان التأكيد على ضرورة النهوض بأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال، وضمان إدماجهم في المحاور الأساسية للقمة، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الفقر، والعمل اللائق، والإدماج الاجتماعي.

وتم التشديد أيضا على أهمية السماح بالتدخلات الإنسانية والاجتماعية العاجلة في فلسطين ولبنان وسوريا، وتجنيب المساعدات الإنسانية أي تأثير للصراعات، إلى جانب دعم مجموعة الـ77 والصين في تضمين الإعلان السياسي للقمة المقبلة في الدوحة لمواصلة الالتزام بمخرجات قمة كوبنهاغن، وتنفيذ خطة التنمية الأممية 2030.

كما ركز البيان على أهمية سد الفجوات الرقمية بين البلدان العربية وداخلها، وبناء بيئة رقمية شاملة وعادلة، ودعم الدول النامية عبر توفير الموارد، وبناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، وحماية البيانات، وضمان استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.

كما شدد البيان على ان تترافق مناقشات القمة الثانية مع التزامات واضحة من قبل المجتمع الدولي خاصة الدول المتقدمة لدعم تنفيذ نتائج القمة الأولى بكوبنهاغن بما في ذلك توفير التمويل الكاف ونقل التكنولوجيا وتمكين الدول النامية من تطوير سياساتها الاجتماعية وفقا لأولوياتها الوطنية وغيرها من النقاط الأخرى المتعلقة بالتنمية الاجتماعية.

وشارك في هذا الاجتماع التحضيري بتونس، الذي نظمته على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية) ووزارة الشؤون الاجتماعية التونسية، بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وزراء الشؤون الاجتماعية، ورؤساء الوفود، والسفراء العرب، ومديرو منظمات العمل العربي المشترك، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ووزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي.

وناقش المشاركون في هذا الاجتماع الرامي إلى بلورة موقف عربي موحد من القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، وإعلام السكرتير العام للأمم المتحدة بنتائج أعمال هذا الاجتماع التحضيري، خطط العمل الاجتماعية والتنموية الرامية إلى تعزيز جهود الدول الأعضاء في تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة، تقوم على أسس العدالة الاجتماعية، مع التركيز على قضايا القضاء على الفقر، وتوفير العمل اللائق، وتحقيق الإدماج الاجتماعي.

شارك:

سبر أراء

هل ترى أن إذاعة الشباب تعبر عن مشاغل الشباب ؟

عدد الأصوات : 200

إشترك الأن

EL MATINALE JEUNES
أحلى صباح
نسائم الصباح
EL MATINALE JEUNES

EL MATINALE JEUNES

06:30 - 10:00

ON AIR
EL MATINALE JEUNES
أحلى صباح
نسائم الصباح