فنان الراب العالمي بلطي يروي قصص الجيل الجديد على ركح مهرجان الحمامات

سهرة موسيقية خاصة بموسيقى الراب كانت من أبرز محطات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، احتضنها مسرح الهواء الطلق بالحمامات في سهرة الإثنين 4 أوت وحملت إمضاء الفنان التونسي محمد صالح بلطي أحد أبرز الأسماء في الساحة الموسيقية المغاربية والعربية وأكثر الفنانين الأفارقة مشاهدة على منصة يوتيوب.
الفنان بلطي الذي عُرف بأغنيته "يا ليلي" التي تجاوزت 785 مليون مشاهدة منذ إطلاقها موفى أكتوبر 2017، قدّم عرضا متكاملا جمع بين الأداء الفني والتواصل المباشر مع جمهور واسع من مختلف الفئات خاصة الشباب الذين حضروا بكثافة لمتابعة هذا اللون الموسيقي الذي يعبّر عن واقعهم بأسلوب قريب من لغتهم اليومية.
كان هذا العرض أول حضور لموسيقى الراب في هذه الدورة من المهرجان، في خطوة تعكس توجّها نحو الانفتاح على الأنماط الفنية المعاصرة. وقد شكّلت سهرة بلطي مساحة للتفاعل بين الفنان وجمهوره من خلال أغنيات تنطلق من الواقع وتتناول قضايا اجتماعية بأسلوب مباشر دون شيفرات.
افتتح بلطي السهرة بأغنية "حلمة" التي حملت رسالة تتعلّق بالأمل ومواجهة الصعوبات. وتوالت بعد ذلك مجموعة من الأغاني مثل "ولا لالا"، "دوزة دوزة" و"أنا" حيث تفاعل الجمهور مع كل مقطع مرددا الكلمات ومعبرا عن ارتباطه بهذه الأغاني التي أصبحت جزءا من تجربته اليومية.
ومن أبرز محطات السهرة كانت أغنية "كلندستينو" التي قدّم من خلالها بلطي سردا لمواقف اجتماعية بلغة بسيطة وواقعية، إلى جانب أغنية "ديما ماشي" التي جاءت إيقاعاتها سريعة وحاملة رسائل تتعلق بالإصرار ومواصلة التقدّم رغم التحديات. أما أداء "يا ليلي" فكانت من أكثر اللحظات تفاعلا حيث بدا واضحا مدى انتشار الأغنية وتعلق الجمهور بها منذ إصدارها في 2017.
وفي الجزء الثاني من العرض، قدّم بلطي مجموعة من الأغاني التي تنوّعت من حيث المواضيع، فكانت البداية مع "يا حسرة" التي استحضرت أجواء الذاكرة والحنين تلتها "غريبة عليّ" و"ألو ألو". كما تضمّن العرض أغاني من إنتاجاته الأخيرة مثل "صاحبك راجل" التي تناولت موضوع الصداقة والثقة والغدر، إلى جانب أغنية "ماما" التي وجّه من خلالها تحية إلى الأم قبل أن يختتم الحفل بأغنية "جاي مالريف" التي تطرقت إلى واقع الشباب ومعاناته اليومية.
وفي لقاء صحفي انتظم بعد العرض، عبّر بلطي عن سعادته بالعودة إلى ركح مهرجان الحمامات العريق آملا أن يكون الجمهور قد استمتع بالعرض وخرج سعيدا. وأضاف أن اختيار الأغاني كان مبنيا على الرغبة في التعبير عن الواقع والتفاعل مع مشاغل الجيل الجديد.
ويعدّ بلطي اليوم واحدا من أبرز نجوم الراب في العالم العربي وإفريقيا. وقد حقق شهرة عالمية بفضل أغنيته الشهيرة "يا ليلي"، لتصبح أكثر فيديو موسيقي مشاهدة في إفريقيا على الإطلاق وواحدة من أنجح الأغاني في تاريخ الراب المغاربي. وهذا النجاح الكاسح جعل من بلطي الفنان الإفريقي والعربي الأكثر مشاهدة على يوتيوب وفتح له أبواب العالمية.