تيكاد 8" تونس الى "تيكاد 9" اليابان: آفاق نحو المستقبل وتجسيد للتعاون الياباني الافريقي
تشارك رئيسة الحكومة، سارة الزعفراني الزنزري، في أشغال القمة التاسعة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا "تيكاد 9". وستعقد الدورة التاسعة من القمّة بمدينة "يوكوهاما" باليابان من 20 إلى 22 أوت 2025، تحت شعار "التعاون لإيجاد حلول مبتكرة مع إفريقيا"
وأفادت مصالح رئاسة الحكومة، وفق ما أوردته على صفحتها الرسمية "فايسبوك"، انه سيشارك في أشغال هذا اللقاء رئيس الحكومة اليابانية، ورؤساء دول وحكومات افريقية، وستكون لرئيسة الحكومة عدد من اللقاءات الثنائية مع الجانبين الياباني والإفريقي.
وتهدف القمّة إلى التداول في مسائل تتصل بالتنمية في كلّ أبعادها، وخاصّة منها، الاقتصادية والاجتماعية وفي إيجاد حلول جديدة مبتكرة بخصوص التنمية في إفريقيا.
وتكتسي مشاركة تونس في الدورة التاسعة من القمّة الدّولية، أهميّة خاصّة، من منطلق التزامها الثابت بالمساهمة في صياغة رؤية مشتركة للتنمية في إفريقيا، مبنية على مقاربة جديدة من التكامل والتشارك من أجل إرساء نظام اقتصادي جديد، وباعتبار أن تونس كانت قد احتضنت الدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدّولي للتنمية في إفريقيا، في 27 و28 أوت 2022.
تيكاد 9: "ان نصبح اصدقاء"، شعار الابداع المشترك لحلول مبتكرة مع افريقيا
وأفاد ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، كيي يوشيزاوا، أنّ الدورة الحالية ستتمحور حول الإبداع المشترك لحلول مبتكرة مع إفريقيا. وأوضح أنّ كل المبادرات الجديدة خلال المؤتمر، ستطلق ضمن رؤية شاملة لابداع الشباب المشترك، تحت شعار "ان نصبح اصدقاء"، من خلال برنامج تطوير الموارد البشرية المتبادل (توموني أفريكا).
ويستند البرنامج، الى مبادرات ستطلق خلال الدورة الحالية، سيما برنامج "جيكا هوم طاون"، الذي يهدف إلى ربط الجماعات المحلية اليابانية بالدول الإفريقية، وبرنامج إنشاء شبكة بين الشباب الياباني والإفريقي، فضلا عن برنامج يؤسس للتشبيك بين افريقيا وآسيا عبر الإبداع المشترك للحلول المبتكرة، في علاقة بالتحول الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الفضائية، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي.
وأوضح أن كل المبادرات الجديدة ستُطلق في هذا الإطار، بما يعمق أبعاد التعاون الدولي المنشود في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وفي بناء السلام، وترسيخ الأمن، باعتبارها من أولويّات الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.
وأكّد المسؤول الياباني أنّ الوكالة تسعى على المستوى الاجتماعي، إلى تكوين الجيل القادم من خلال تبادل الكفاءات في التعليم العالي بين الدول الإفريقية واليابان، إلى جانب تمكين النساء والشباب وإتاحة الفرص أمامهم، وبالتالي اكتساب القدرة على صنع القرار، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والانخراط في التنمية المستديمة الشاملة.
ويشارك العديد من الفاعلين في أشغال قمة "تيكاد 9"، على غرار الحكومات، والمنظمات الدولية والاقليمية، والممولين على المستوى الثنائي، الذين سيواكبون 40 فعالية بين ندوات ولقاءات ومداخلات لعديد الهياكل والقطاعين العمومي والخاص بهدف تعزيز التبادل وإرساء شراكات تجارية جديدة.
كما تبحث تيكاد 9 توفير فرص عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ودعم التعاون في الاطار الثنائي والثلاثي في المجالات الاقتصادية والمالية والفنية، والمجالات ذات الاولوية، على غرار الأمن والصحّة والبحث العلمي والرقمنة والطاقات المتجددة وبرامج تطوير الكفاءات.
تيكاد8 بتونس: النهوض بواقع التعاون الياباني الافريقي، وتطلعات نحو التنمية المنشودة
وتم خلال "تيكاد 8"، التي واكب فعالياتها ممثلون عن 48 بلدا افريقيا، وبمشاركة رؤساء بلدان وحكومات من 20 بلدا، التوقيع على 92 مذكرة تفاهم، 6 منها شملت تونس، فضلا عن صرف قرض للحيطة الاجتماعية لفائدة تونس في جويلية 2023، ودخول اتفاق تعاون فني حيز التطبيق من اجل تنفيذ 5 مشاريع في قطاعات المياه والصناعات والجسور والكهرباء والنقل.
كما شكّلت "تيكاد 8" منطلقا للتعاون المشترك بين اليابان وتونس من اجل افريقيا، اذ تم تنظيم دورات تكوينية في قطاعات الاقتصاد الازرق، وقطاعات الفلاحة والاعمال، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والصحة والبيئة،والتصرف في النفايات، والتجهيزات الطبية لاكثر من 10 بلدان افريقية، وتعزيز الحوكمة في المجالين القضائي والاداري، وتامين تكوين "كايزن"، المنهجية اليابانية، التي ترمي الى تحسين الانتاجية.
كما وفرت "تيكاد 8"، تمويلات بقيمة 5 مليار دولار من المساعدات عبر مبادرة المساعدة المعززة للقطاع الخاص مع البنك الافريقي للتنمية، إضافة الى توقيع اتفاق على قرض بقيمة 2،2 مليار دولار مع الكوت ديفوار، وبوتسوانا وتنزانيا. فضلا عن توقيع اليابان والدول الإفريقية أكثر من 30 اتفاقية تعاون.
ومثلت القمة، أيضا، مناسبة للتوقيع على مذكرات تفاهم مع مؤسسات عالمية رائدة في مجال صناعة السيّارات، سيما، وأنّ تونس توفرالظروف الرئيسية المناسبة لهذا النشاط.
وكان رئيس الوزراء الياباني، كاشيدا فوميو، قد اعلن خلال "تيكاد8"، أن القطاعين العمومي والخاص في اليابان سيعملان على توفير تمويل، بحجم 30 مليار دولار، خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وذلك من خلال التشجيع أولا على النمو الاخضر في افريقيا.
وبخصوص التشجيع على الاستثمار وعلى إحداث الشركات الناشئة في اليابان وافريقيا، أعلن ان اليابان ستعمل على توفير قروض مع البنك الافريقي للتنمية، بمبلغ 5 مليار دولار كحد اقصى. وأوضح أنّ هذه القيمة تتضمن الحصة الاستثنائية، التي ستخصصها اليابان بمبلغ مليار دولار لدعم الدول، التي تعمل على ارساء إصلاحات لتأمين سلامة ادارة القروض.
إعلان تونس وأهم التوصيات
وتضمن إعلان تونس، نهاية أشغال تيكاد 8، أهم التوصيات الصادرة عن الندوة، والقائمة على تحقيق التحول الهيكلي من أجل تحقيق النمو المستديم في افريقيا، وتحقيق السلام والاستقرار في العالم، الى جانب ضبط مواعيد مستقبلية لتطوير العلاقات اليابانية الافريقية.
واكد الاعلان على التزام جميع الاطراف المشاركة بمواصلة تعزيز تنمية القارة الافريقية من خلال الدعوة الى التعاون الدولي، في ظل سعي الدول الإفريقية إلى تحقيق تطلعاتها التنموية في غضون سنة 2036 القائمة على مزيد استقطاب الاستثمار الخاص.
ويستند التحول الهيكلي من اجل النمو الاقتصادي المستديم والتنمية الاجتماعية على تشجيع الاستثمار الخاص ودعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العمومي والخاص وتعزير التعاون الدولي لاسترجاع الأموال المنهوبة واتخاذ التدابير لمنع هذه الممارسات غير القانونية ودعوة المجتمع الدولي الى الوفاء بالتزاماته تجاه افريقيا، المتعلقة بالنفاذ الى الطاقة الى جانب الحفاظ على نظام تجاري عادل.
واكد الاعلان أهمية التمويل التنموي السليم، الذي يلتزم بالقواعد والمعايير الدولية الشفافة، والحث على اعتماد سياسات اقراض عادلة ومنفتحة، والتزام افريقيا بتعزيز التكامل الاقليمي للقارّة وتعزيز بيئة دولية وتجارية ملائمة.
يُذكر أنّ تونس، هي ثاني بلد إفريقي، بعد كينيا في 2016، يحتضن فعاليات ندوة طوكيو الدولية لأجل التنمية في أفريقيا "تيكاد".
وكانت اليابان قد نظّمت مؤتمر "تيكاد 8"، بالاشتراك مع لجنة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة لأجل التنمية والبنك العالمي وبمشاركة 20 بلدا إفريقيا و66 بعثة رسميّة مثّلت 48 بلدا.
وتنظم الحكومة اليابانية هذه الندوة منذ سنة 1993 بالشراكة مع برنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الافريقي.
يشار، أيضا، الى ان تونس واليابان سيحييان، خلال 2026، الذكرى السبعين لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما، كما يحيى البلدان هذه السنة خمسين سنة من التعاون المثمر مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.
