الندوة المولدية الدولية، وزير الشؤون الدينية يؤكد على شمولية السيرة النبوية وضرورة الاقتداء بها في جميع مراحلها

وزير الشؤون الدينية

أكد وزير الشؤون الدينية أحمد البوهالي، لدى افتتاحه اليوم الإثنين، الدورة الثالثة والخمسين للندوة المولدية الدولية بمدينة القيروان، أن السيرة النبوية الشريفة تميزت بالشمولية، ومن الضروري الاقتداء بها والنهل منها في كل مراحلها، والاستفادة مما تزخر به من عبر ودروس في الحياة العامة.

 

واعتبر الوزير في كلمة ألقاها في مستهل هذه الندوة الدولية، التي تنتظم تحت عنوان "الاجتهاد المقاصدي والسّلم المجتمعي في ضوء السيرة االنبوية"، في إطار الاستعدادات للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أن الاجتهاد المقاصدي هو سر بقاء الشريعة الإسلامية، مبزا أهميته في بناء عقل المسلم بشكل عام وتفعيل حراكه الاجتماعي.

 

وشدد على ضرورة استحضار مقاصد الشريعة في بناء السلم المجتمعي، وبيان أن الاجتهاد المقاصدي لا يقف فقط عند حدود منطوق النص، بل يتجاوز النص إلى الروح، والشكل إلى الجوهر، لافتا الى أن الاجتهاد المقاصدي يمثل منهجا لفهم النصوص الشرعية بما يحقق مقاصدها الكلية.

 

من جانبه، أكد مفتي الجمهورية هشام بن محمود، في تصريح ل (وات)، على رمزية انعقاد هذه الندوة في القيروان، التي تمثل شموخ الحضارة الإسلامية، وفق توصيفه، مؤكدا على أن الأمة الإسلامية مستهدفة في تاريخها ووجودها ومصيرها، وهو ما يحتم العودة إلى الأبعاد المقاصدية للدين الحنيف.

 

وبين أن هذه الأبعاد أسسها الرسول الكريم لجعل الشريعة الإسلامية تساير الزمن، مبرزا حاجة الامة الإسلامية الى صيغ معاصرة مع الاقتداء بالكتاب والسنة والبعد المقاصدي لتوفير السلم الاجتماعي. كما دعا إلى البحث عن مسالك الوحدة والاتفاق لا الاختلاف، لبناء الأوطان وتوحيد الصفوف ونهل العلم، بما يعزز وجود العالم الإسلامي في الساحة الدولية.

 

أما والي القيروان ذاكر البرقاوي، فقد صرح من جهته، بأن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد ذكرى زمنية، بل هو تجديد للعهد مع قيم الحق والعدل والرحمة، وهو مناسبة للتأمل في سيرة النبي محمد، التي جمعت بين الإيمان العميق والحكمة البالغة، والسمو الأخلاقي.

 

كما أفاد بأن مدينة القيروان، التي عرفت بأنها منارة للإسلام في المغرب العربي، تواصل اليوم رسالتها في خدمة الدين والعلم والمعرفة، من خلال هذه الندوة السنوية التي تجمع العلماء والباحثين والمفكرين، ليعيدوا قراءة السيرة النبوية ويستلهموا منها ما يتماشى مع روح العصر.

 

وتهدف الندوة المولدية الدولية التي تمتد على مدى يومين، بمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والخبراء في العلوم الشرعية والفكر الإسلامي، إلى إبراز القيم السامية التي تحملها السيرة النبوية الشريفة، والتأكيد على دورها المحوري في تعزيز السلم المجتمعي وترسيخ مقاصد الشريعة في مختلف مجالات الحياة. 

 

وناقشت الجلسة العلمية الأولى، التي ترأسها مدير المعهد العالي للدراسات الإسلامية الدكتور محمد الحبيب العلاني، موضوع "الاجتهاد المقاصدي: مفهومة ومجالاته وضوابطه"، تطرق خلالها مجموعة من الدكاترة والباحثين في مداخلاتهم، الى الاجتهاد المقاصدي من خلال الآيات القرآنية والتطبيقات النبوية، وضوابط وشروط الاجتهاد المقاصدي ومجالاته، والاصالة الشرعية والضرورة العصرية للاجتهاد المقاصدي.

 

وتتواصل يوم غد الثلاثاء فعاليات هذه الندوة الدولية، بتنظيم جلسة علمية ثانية حول "الاجتهاد المقاصدي والسلم المجتمعي"، ستتناول دور الاجتهاد المقاصدي في تحقيق المصلحة العامة والتكافل الاجتماعي وقضايا الأسرة في ضوء السيرة النبوية.

 

شارك:

إشترك الأن

تونس

24° - 40°
الثلاثاء32°
الأربعاء30°
الخميس32°
الجمعة31°
السبت34°
الأحد31°
ليالي تونس
 Radio RTCI
سفراء النجوم
عربي أنا
سهرانين
الطريق الى الجامعة
ربط مع إذاعة قفصة
سفراء النجوم

سفراء النجوم

21:30 - 00:00

ON AIR
ليالي تونس
 Radio RTCI
سفراء النجوم
عربي أنا
سهرانين
الطريق الى الجامعة
ربط مع إذاعة قفصة