تونس تحتضن أول ورشة وطنية لتنفيذ مشروع "مؤشرات الثقافة 2030" لليونسكو

انطلقت الاثنين 15 سبتمبر 2025، بمدينة الثقافة بالعاصمة أشغال الورشة الوطنية الأولى الخاصة بتنفيذ مشروع "مؤشرات الثقافة 2030" لليونسكو، والتي تتواصل إلى يوم 17 سبتمبر الجاري بمشاركة خبراء تونسيين وأوروبيين وأمميين في مجال السياسات والاستراتيجيات الثقافية.

وتهدف هذه الورشة التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية وبلدية تونس بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبدعم من الاتحاد الأوروبي،  إلى وضع منهجية جديدة لتجميع بيانات مبسطة ودقيقة تساعد على صياغة سياسات ثقافية مستنيرة وتوجيه الاستثمارات وتعزيز الاستراتيجيات التنموية.

وقالت وفاء بلقاسمي، خبيرة تونسية لدى اليونسكو والمكلفة بإدارة أشغال الورشة، إن المؤشرات التي يجري العمل على تطويرها تمثل أداة عملية تتيح إنتاج بيانات سهلة الجمع وقابلة للاستغلال في صياغة السياسات العامة

من جانبه، أكد نعمان الحمروني، المدير العام بوزارة الشؤون الثقافية، أنّ السياسة الثقافية الجديدة ستجعل الثقافة محورا أساسيا في الاقتصاد والتنمية المستدامة، وذلك في إطار خطة التنمية 2026 – 2030. وأشار إلى أنّ الدولة شرعت منذ سنوات في إعداد دراسات كمية حول الصناعات الثقافية والإبداعية بالتعاون مع شركاء على غرار البنك الإفريقي للتنمية والاتحاد الأوروبي، غير أن هذه المعطيات لم تدمج بعد في قاعدة بيانات محيّنة، وفق قوله. وأضاف أن وحدة التصرّف حسب الأهداف المحدثة منذ 2017، أسهمت في صياغة مؤشرات كمية ونوعية تخص مختلف القطاعات الثقافية إلى جانب مؤشرات حول المساواة بين الجنسين والتغيرات المناخية.

بدوره، ثمّن "توم أشواندن"، رئيس قسم التعاون بالاتحاد الأوروبي في تونس، الجهود التي تبذلها تونس لدعم التنوع الثقافي والصناعات الإبداعية. وأوضح أن التجربة الأوروبية أثبتت أنّ الثقافة مورد عام عالمي وقوة محركة للتنمية والابتكار والنمو الاقتصادي، مشددا على أهمية استثمار المؤشرات الجديدة لفهم حاجيات المشهد الثقافي في تونس.

وفي رسالة مسجلة، أكد "أرنستو أوتوني راميريز"، مساعد المديرة العامة لليونسكو لشؤون الثقافة، أنّ نقص البيانات يبقى تحديا أساسيا أمام إدماج الثقافة في السياسات التنموية، موضحا أن "مؤشرات الثقافة 2030" صممت لمساعدة صناع القرار على بناء سياسات قائمة على معطيات دقيقة وموثوقة. وأشار إلى أن البيانات التي ستجمع في تونس ستغذي التقارير الوطنية والدولية التي تُعرض في المنتديات الأممية رفيعة المستوى حول أهداف التنمية المستدامة بما يعزز مكانة الثقافة كرافعة للتنمية.

وتتنزل هذه الورشة الوطنية في إطار التحضير لمؤتمر اليونسكو العالمي حول السياسات الثقافية "مونديـاكولت 2025"، المقرر تنظيمه بمدينة برشلونة الإسبانية من 29 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2025، بمشاركة قادة ومسؤولين ثقافيين من مختلف أنحاء العالم وذلك لوضع أجندة عالمية موحدة للثقافة.