المدرسة الوطنية للإدارة تشارك في ندوة شبكة التعاون الصيني العربي

شاركت المدرسة الوطنية العليا للإدارة بتونس الخميس، متمثلة بالمدير بالأكاديمية الدولية للحوكمة الرشيدة التابعة للمدرسة، أنيس قاسم، في الندوة الدولية التي نظمتها بالعاصمة الصينية ببكين شبكة التعاون الصيني العربي في مجال أبحاث السياسات وبناء القدرات
وقدم ممثل تونس خلال هذه الندوة مداخلة علمية استعرض فيها رؤية متكاملة للحوكمة الفعالة في العالم المعاصر، مؤكدا أن نجاح إدارة الشؤون العامة لم يعد مرتبطاً بنموذج سياسي محدد، بل بالقدرة على تلبية تطلعات المواطنين.
وأوضح أن النماذج الناجحة حول العالم تتنوع بين الديمقراطيات الراسخة التي تحترم مشاركة المواطن، والأنظمة المركزية الفعالة في تقديم الخدمات ومحاربة الفساد، والدول الصاعدة التي تعتمد على الإرادة السياسية الواضحة في بناء مؤسساتها.
وحسب مداخلة ممثل تونس، فإن التحديات المعاصرة في عصر يتسم بـ"التقلب وعدم اليقين والتعقيد والغموض" تتطلب نمطاً جديداً من الحوكمة يقوم على المرونة والقدرة على الاستباق والاستجابة السريعة للتحولات المفاجئة. وأكد أن الحكم الفعال في هذا السياق يقتضي بناء أنظمة حكومية ذكية قادرة على التعلم والتكيف.
كما أشار إلى أن أدوات العصر الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، تمثل فرصة ذهبية لتعزيز هذه المرونة، حيث تتحول إلى حليف استراتيجي يمكن الحكومات من اتخاذ قرارات أكثر دقة بناءً على تحليل البيانات والتنبؤ بالتحديات قبل تفاقمها. لكنه نبه في الوقت نفسه إلى ضرورة أن يكون توظيف هذه الأدوات ضمن أطر أخلاقية راسخة لضمان استخدامها في خدمة الإنسان.
وخلص قاسم في ختام مداخلته إلى أن الطريق إلى المستقبل يفرض تبني نموذج حوكمة مرن ومبتكر، يستلهم تجارب الآخرين ويوظف أدوات العصر لبناء مجتمعات أكثر استقراراً وعدلاً وتقدماً.
وجاءت هذه المشاركة في إطار "حرص المدرسة الوطنية العليا للإدارة بتونس على الإسهام الفاعل في الحوارات الدولية حول قضايا الحوكمة والإدارة العامة، وتعزيز أواصر التعاون بين تونس والصين".
الجدير بالذكر، ان عدة دول عربية شاركت في هذه الندوة، عبر ممثلين لها من وزارات وهياكل حكومية.
وضمت قائمة المشاركين خبراء من مصر، البحرين، العراق،الجزائر ، المغرب، فلسطين ، سلطنة عمان وتونس بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من جمهورية الصين الشعبية باعتبارها البلد المضيف لاشغال هذه الندوة التي تمحورت حول موضوع الحوكمة عالية الفعالية وتحديث الحوكمة.