تونس تحتضن المؤتمر الخامس لرؤساء الجامعات العربية والتركية: نحو منصة تعاون أكاديمي مستدامة

انطلقت اليوم الجمعة بالعاصمة تونس، أشغال المؤتمر الخامس لرؤساء الجامعات العربية والتركية، ببادرة من جامعة تونس المنار بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية واتحاد الجامعات الأوروبية والآسيوية، وبمشاركة أكثر من مائتي رئيس جامعة عربية وتركية، على أن تتواصل الجلسات إلى يوم غد السبت.

وأوضح رئيس جامعة تونس المنار معز الشقرة، وهو عضو في المكتب التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، أن الهدف من المؤتمر هو إرساء شراكة مستدامة بين الجامعات العربية والتركية من خلال مشاريع أكاديمية وعلمية مشتركة تشمل التبادل الطلابي وازدواجية التأطير والشهادات.

وكشف في تصريح ل(وات) أن من أبرز مخرجات هذا الملتقى سيكون إنشاء منصة إلكترونية عربية تركية لتبادل الخبرات والمعارف بين الجامعات، مضيفا أن الإعلان الرسمي عنها سينطلق من تونس وسيتبناه اتحاد الجامعات العربية واتحاد الجامعات الأوروبية والآسيوية، وستكون بمثابة خارطة طريق للتعاون المستقبلي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

من جانبه، اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذر بلعيد أن احتضان تونس لهذا المؤتمر يؤكد حرصها على بناء برامج ومبادرات بحثية رائدة تسهم في تطوير التعليم العالي في المنطقة.

وقال بلعيد في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن هذا اللقاء يمكن أن يكون لحظة تأسيس لآليات جديدة تعزز التواصل الأكاديمي وتبني جسور الثقة بين الجامعات العربية والتركية، مضيفا أن التحالف المعرفي هو الطريق الأمثل نحو السيادة الفكرية والتنموية، وأن التكامل الأكاديمي يمثل صمام الأمان لمستقبل الأجيال القادمة.

وشدد الوزير على أن تونس تعمل على تعزيز موقعها كوجهة جامعية وعلمية متميزة على المستويين الإقليمي والدولي من خلال تشجيع حركية الطلبة والأساتذة والباحثين ودعم البرامج التكوينية المشتركة والمشاريع العلمية المبتكرة.

وفي شرح لرؤيته بشأن تعزيز التعاون في المجال العلمي والأكاديمي، أكّد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية عمر عزت سلامة، أن الشراكة بين الجامعات العربية والتركية تمثل رهانا استراتيجيا لصياغة مستقبل التعليم العالي في ظل التحولات التكنولوجية والاقتصادية والسياسية.

وأوضح أن الجامعات العربية باتت شريكا رئيسيا في التنمية، مشيرا إلى جهود الاتحاد في تطوير التحول الرقمي وتصنيف الجامعات العربية وتسهيل حركة الطلبة وإنشاء حاضنات للابتكار.

وقال إن الحديث عن التعاون الأكاديمي لا يمكن أن يكون بمعزل عن التضامن مع غزة التي دمرت جامعاتها وفقدت أساتذتها وطلبتها تحت القصف، معتبرا أن التضامن المعرفي جزء من المسؤولية الأخلاقية والمهنية للجامعات العربية.

من جهته، شدد رئيس اتحاد جامعات أوراسيا مصطفى أيدين، على أن التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم تفرض على الجامعات تجاوز حدودها الوطنية والانفتاح على الشراكات الدولية.

وقال " إن الجامعات لم تعد مؤسسات لتلقين المعرفة فقط، بل أصبحت مختبرات لإنتاج الابتكار والبحوث التطبيقية"، مشيرا إلى أن بناء شبكات تعاون أكاديمي هو السبيل الأمثل لمواكبة تحديات العصر.

وفي السياق نفسه، أوضح رئيس مجلس اتحاد البحث العلمي العربي عبد المجيد بن عمارة أن التعاون العلمي العربي التركي بات ضرورة ملحة في ظل التحولات العالمية العميقة، مؤكدا أهمية تطوير نماذج تعليمية مبتكرة وتعزيز نقل المعرفة بطرق رقمية حديثة.

وبين أن عدد البحوث المشتركة بين العالمين العربي والتركي خلال السنوات العشر الأخيرة بلغ 45 ألف بحث علمي، معظمها صادر عن السعودية ومصر والعراق وقطر والإمارات، معتبرا أن هذه الأرقام تعكس ديناميكية متصاعدة ستسهم في بناء مستقبل أكاديمي واعد.

أما سفير تركيا في تونس أحمد مصباح دميرجان، فقد ثمّن تنظيم هذا الملتقى في تونس، معتبرا أنه يشكل منعطفا جديدا في مسار التعاون الأكاديمي بين البلدين. وأوضح أن العالم لم يعد يتسع لمن يسير بمفرده، وإن المستقبل سيكون حتما للتعاون في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.

ومن المنتظر أن تختتم أشغال المؤتمر غدا السبت بإعلان منصة الجامعات العربية والتركية، التي ستشكل، وفق المنظمين، نقطة انطلاق لشراكات علمية متقدمة تعزز جسور التعاون الأكاديمي بين العالمين العربي والتركي، وتفتح آفاقا جديدة أمام البحث العلمي والابتكار في المنطقة.