غزة: تدفق الاف النازحين الى شمال القطاع

بعد سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بدأ آلاف الفلسطينيين اليوم الجمعة التدفق نحو شمال غزة، بلهفة لرؤية ما تبقى من منازلهم المدمرة، وقلق وترقب لمزيد من المصاعب التي تنتظرهم.
نزح جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبا بسبب الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 بعد أن اقتحم مسلحون بقيادة حماس جنوب الكيان الصهيوني في هجوم أسفر، بحسب احصاءات الإحتلال عن مقتل حوالي 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.
ووفقا لمسؤولي الصحة المحليين، أسفرت الحرب الجوية والبرية التي شنتها الكيان عن مقتل أكثر من 67000 شخص، وحولت معظم القطاع الساحلي إلى مساحات شاسعة من الأطلال والحطام، وتسببت في كارثة إنسانية.
قال الجيش الصهيوني إن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش) اليوم الجمعة. واندفع، بعد هذا الإعلان، جمع من الفلسطينيين سيرا على الأقدام بطول الطريق الساحلي في غزة نحو منازلهم السابقة في الشمال الذي تعرض للدمار على نطاق واسع.
على الرغم من الاحتفالات بعد أنباء وقف إطلاق النار، يدرك كثير من الفلسطينيين تماما أنهم لم يبق لهم من الحياة التي كانوا يعيشونها قبل الحرب سوى القليل.
قالت بلقيس، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة نزحت إلى دير البلح وسط غزة، لرويترز صباح اليوم الجمعة "ماشي انتهت، شو بعد هيك؟ ما في دار أرجع لها".
وأضافت "دمروا كل شيء، عشرات آلاف الناس استشهدوا، وكل قطاع غزة صار ركام. وعملوا وقف إطلاق نار، هل يعني لازم انبسط؟ لا مش مبسوطة أنا".
ويشاركها نفس المشاعر مصطفى إبراهيم، وهو ناشط ومدافع عن حقوق الإنسان من مدينة غزة، والذي نزح أيضا إلى دير البلح، وهي واحدة من المناطق القليلة في القطاع التي لم تجتحها القوات الإسرائيلية وتسويها بالأرض.
وقال "غابت الضحكات ونضب البكاء، لا آمال ولا أحلام، هروب من الذكريات والماضي القريب، أهل غزة هائمون وكأنهم موتى يتحركون بحثا عن مستقبل بعيد".
وهم بعض سكان مدينة غزة بالفعل بالعودة حتى قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث وصل بعضهم إلى حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة.
من بين هؤلاء إسماعيل زايدة، وهو أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 40 عاما، والذي ذهب لتفقد منزله صباح اليوم الجمعة ودهش عندما وجده لا يزال سليما، ولكن وسط "بحر من الأنقاض".
وقال لرويترز في رسالة صوتية "الحمد لله بيتنا لسه واقف... لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت".
وبدأت المدرعات والجرافات الصهيونية بمغادرة غزة أمس الخميس، حسبما أظهرت لقطات فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي وتحققت منها رويترز. وأظهرت اللقطات التي بثتها رويترز أيضا دبابة يجري تحميلها على شاحنة نقل وترحيلها.
وقال مهدي ساق الله (40 عاما) بينما كان يقف بجانب خيمة مؤقتة في وسط غزة "أول ما أسمعنا خبر الهدنة، وقف إطلاق نار، فرحنا كثير واستعدينا لأنه نرجع على غزة، على بيوتنا".
وأضاف "طبعا ما فيش بيوت، (البيوت) مهدمة، ولكن فرحتنا أنه نرجع مكان بيوتنا فوق الدمار.. برضو (أيضا) فرحة كبيرة".





16° - 23°








