جربة : ورشة وطنية بعنوان "تبادل المعارف من اجل النهوض بريادة الاعمال الخضراء النسائية"

احتضنت جزيرة جربة من ولاية مدنين، اليوم الجمعة، أشغال ورشة وطنية للاحتفال برائدات الاعمال تحت عنوان "تبادل المعارف من أجل النهوض بريادة الاعمال الخضراء النسائية"، وذلك في إطار مشروع الاقتصاد الاخضر والتمكين الاقتصادي للمرأة في تونس ضمن مبادرة "خضرها 02 " التي اطلقها برنامج الامم المتحدة الانمائي بالشراكة مع وزارة الاقتصاد والتخطيط بدعم من سفارة كندا بتونس.
ومثّلت هذه الورشة، التي اشرف على افتتاح اشغالها والي مدنين وليد الطبوبي، وحضرتها نائبة الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي وممثلة عن سفارة كندا بتونس وممثل عن وزارة الاقتصاد والتخطيط، مناسبة للاحتفاء بـ21 امرأة توّجن في اطار مبادرة "خضرها 02" للمرافقة في ريادة الاعمال الخضراء، وعرض مشاريعهن في الاقتصاد الاخضر وتجاربهن بعد فترة من المرافقة والاحاطة والتأطير لأكثر من 6 أشهر، ما مكنهنّ من تدعيم قدراتهن عبر آليات عمل ومرافقة، والولوج الى الاسواق والى هياكل التمويل، وفق نادية قوتة رئيسة فريق ببرنامج الامم المتحدة الانمائي.
وأضافت أنه تمت مرافقة 350 امرأة صاحبة مشروع من ولايات الجنوب الست وولاية القيروان في مبادرة "خضرها 02" ومشروع الاقتصاد الاخضر والتمكين الاقتصادي للمرأة في تونس، ليقع الاختيار في الأخير على 21 مشروعا نجحت صاحباتها في تقديمها بطريقة فاعلة ومقنعة، وأثبتن أنها مشاريع ناجحة في التحول نحو اقتصاد أخضر شامل ومستدام.
وذكرت قوتة ان مرافقة باعثات هذه المشاريع ستتواصل للأشهر الستة المقبلة، بالنظر الى اهمية المرافقة في المساعدة على التقدم بالمشروع وضمان الاستمرارية والديمومة.
وتم بالمناسبة تمكين المتوّجات من دعم مادي قيمته 10 الاف دينار لكل مشروع في شكل معدات إنتاج أو تجهيزات إعلامية وغيرها حسب مخطّط الاعمال الذي قدمته كل صاحبة مشروع لاعطاء قفزة نوعية لمشروعها.
وتضمّنت الورشة، التي تميّزت بحضور هام، عرض الاثار الايجابية لمشروع الاقتصاد الاخضر والتمكين الاقتصادي للمرأة في تونس، ودوره في ترسيخ ممارسات نموذجية داعمة لريادة الاعمال النسائية والخضراء في تونس ونجاحه، في تمكين النساء رائدات الاعمال من المعارف والوسائل الضرورية لتعزيز استقلاليتهن وقدرتهن على الصمود الاقتصادي امام التغيرات المناخية، اضافة الى النجاح في خلق مجتمعات محلية نشيطة، وتقوية الصلة مع النظام البيئي لريادة الاعمال والتمويل.
يذكر أن مشروع الاقتصاد الاخضر والتمكين الاقتصادي للمرأة في تونس يدعم النساء وخاصة منهن رائدات الاعمال الصغرى والاكثر هشاشة، والفئات السكانية الضعيفة في 6 ولايات، حيث اطلق سنة 2022 مبادرة "خضرها" التي مكنت من انشاء 35 مشروعا صغيرا اخضر، واستنادا الى هذا النجاح اطلق المشروع مبادرة "خضرها 02" الذي انتفعت منه 350 رائدة اعمال من خلال مرافقتهن سواء عند انشاء مشروع جديد او في التحول نحو القطاعات الخضراء او التوسّع.
وأكدت الممثلة المقيمة بالنيابة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، فيرينا لينوبير، أن مبادرة "خضرها 2 0" تبرهن أن الاستثمار في ريادة الاعمال النسائية الخضراء يخلق وظائف مستدامة ويقلّل الفوارق الاجتماعية، مع المساهمة في تحويل سلاسل القيمة المحلية، والهام نساء اخريات لبدء مشاريعهن، مؤكدة مواصلة دعم برنامج الامم المتحدة الانمائي لتونس من أجل تعزيز هذه المكتسبات، وتوسيع فرص المشاركة الاقتصادية، وتسريع الانتقال البيئي الشامل ليكون للنساء دور كامل وفعال في بناء مستقبل اكثر استدامة وعدالة، حسب قولها.
وأقيم بالمناسبة معرض لعينة من منتجات النساء رائدات الاعمال المتوجات في مبادرة "خضرها 02" في عدة قطاعات منها صناعة الحلويات من مشتقات التمور دون اضافات، وتثمين نفايات الواحة لانتاج وقود طبيعي، وتثمين نوى التمور البيولوجية لمنتجات التجميل، وصنع الاجبان، والرسم على المحامل المختلفة بمنتجات مستوحاة من التراث مع لمسات عصرية، ومزرعة لتربية الذباب الاسود لانتاج سماد مقتصد للماء...
وثمّنت النساء المتوجات رائدات الاعمال هذه التجربة التي وفرها برنامج الامم المتحدة الانمائي عبر مبادرته "خضرها 02" ونجاحها في ان تكون فرصة ثمينة للمرافقة وتنمية القدرات وتطوير الافكار وتجسيدها على ارض الواقع.
وأكّدن أن التجربة مثلت أيضا فرصة اكتسبن من خلالها الكثير خاصة في التسويق لمنتوجات صديقة للبيئة وخضراء، الى جانب مساهمتها في تعزيز القناعة بقيمة الاقتصاد الاخضر، وتوسيع شبكة العلاقات، والتعريف بالمنتوجات وبالمشاريع في اكثر من منطقة.