يوم مفتوح بمعهد منجي بن حميدة لأمراض الأعصاب للتقصي المبكر لأمراض تؤدي للجلطة الدماغية

لم تكن لبنى البوغانمي (47 سنة) التي كانت ترافق ابنتها المريضة للمعهد الوطني منجي بن حميدة لأمراض الأعصاب بالعاصمة، تتوقع أن يشكل يومها منعطفا حاسما في حياتها، إذ اكتشفت بالصدفة ولأول مرة إصابتها بمرض السكري خلال يوم مفتوح لتقصي الأمراض المسببة للجلطة الدماغية، نظمه المعهد الخميس بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الجلطات الدماغية (29 أكتوبر من كل سنة).
وبخصوص وضعها، قال الأطباء المشرفون على عيادة تقصي السكري خلال اليوم المفتوح إن الفحوصات أثبتت إصابتها بداء السكري، وهو ثاني أبرز العوامل الرئيسية المؤدية للجلطات الدماغية بعد ضغط الدم.
وفي هذا السياق تقول لبنى البوغانمي، ل(وات) "لحسن حظي أني اكتشفت المرض قبل أن يتفاقم ويسبب لي أي مضاعفات" وذلك قبل أن يتم توجيهها مباشرة إلى قسم الاستعجالي لمتابعة وضعها الصحي.
ولم تكن هذه المرأة الوحيدة التي تفطنت لمرضها صدفة وإنما تمكن عديد المواطنين المشاركين في هذا اليوم المفتوح من اكتشاف إصابتهم لأول مرة سواء بارتفاع ضغط الدم أو داء السكري، ما يكسبهم فرصة للتدخل المبكر والوقاية من مضاعفات صحية محتملة.
وتوفرت خلال هذا اليوم المفتوح، مجموعة من العيادات الطبية المتخصصة، ومنها: عيادة لقياس ضغط الدم، وعيادة لقياس نسبة السكر في الدم، وعيادات للتغذية الصحية، وعيادة للأنشطة البدنية، وعيادة للطب النفسي، وعيادة للإقلاع عن التدخين.
وقال الدكتور زكرياء سعيد أستاذ مبرز في طب الأعصاب ل(وات) إن الهدف من اليوم المفتوح هو "التقصي المبكر لعوامل الاختطار لدى المرضى والمواطنين، والكشف عن الأمراض المسببة للجلطات الدماغية مثل ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع الدهون في الدم والكولسترول، إضافة إلى النظام الغذائي غير المتوازن".
وأضاف إن "عامل الزمن يعد عنصرا فاعلا جدا في علاج الجلطات الدماغية، حيث يمكن التدخل دوائيا أو جراحيا لإنقاذ حياة المريض قبل حدوث مضاعفات".
وخلال سنة 2024، تمكن الفريق الطبي بهذا المستشفى من إجراء 70 تدخلا جراحيا، نجح جزء هام منها في إنقاذ أرواح المصابين بالجلطات الدماغية، وفق هذا الطبيب.
وأكد أن التشخيص غالبا يبدأ من الأطباء العامين قبل تحويل المريض إلى أطباء الأعصاب لتقييم الحالة واتخاذ القرار المناسب بين التدخل الجراحي أو العلاج الدوائي، وذلك بالتنسيق مع أطباء التصوير الطبي.
بدورها، قالت الدكتورة فاطمة النابلي طبيبة رئيسة مختصة في طب الأعصاب ل(وات) إن "تنظيم اليوم المفتوح يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الجلطة الدماغية، ويهدف إلى تعريف المواطنين بخطورة المرض وأهمية الوقاية من خلال التقصي المبكر عن الأسباب المؤدية للجلطة".
واعتبرت أن هذا اليوم المفتوح يتيح فرصة للمرضى والمواطنين للتعرف على حالتهم الصحية وإدماجهم في مسارات علاجية مناسبة، وهو جزء أساسي من الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الجلطات الدماغية، التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح والحد من التداعيات الصحية الخطيرة لهذه الأمراض، وفق تصريحها.
وأضافت إن "الجلطة الدماغية يمكن أن تخلف تداعيات خطيرة تؤثر على حياة الإنسان وأسرته، مثل الشلل النصفي، ومن هنا تأتي أهمية الكشف المبكر عن العوامل القابلة للمعالجة كالضغط والسكر والدهون".
وتشمل الأسباب التي تؤدي إلى الجلطات ويمكن التدخل فيها طبيا تصلب الشرايين الناتج عن ارتفاع ضغط الدم وترسب الكالسيوم في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى السكري وارتفاع الكولسترول، بينما توجد أسباب أخرى مثل الوراثة أو تقدم العمر لا يمكن التدخل فيها، حسب هذه الطبيبة.
وأشارت المتحدثة إلى أن التوعية حول الأعراض المبكرة للجلطات الدماغية كضغط الدم والسكري والدهون في الدم (الكوليستيرول) وصعوبة التنفس في الليل وأمراض القلب وعدم ممارسة الرياضة والتدخين والكحول، والإرشاد بالذهاب السريع للمستشفى، من شأنه إنقاذ حياة كثير من المرضى وتقليل المضاعفات.
من جانبها أكدت نجلاء حفار تقني سامي في البيولوجيا بالمعهد ل(وات) أن "الإقبال كبير على هذا اليوم المفتوح للتقصي المبكر لارتفاع ضغط الدم وداء السكري للوقاية من الجلطات الدماغية من قبل المرضى أو مرافقيهم".
وقالت "تمكنا خلال هذا اليوم من تشخيص أمراض لم يكن أصحابها على علم بها سابقًا، وتم توجيههم مباشرة لأقسام الاستعجالي لمتابعة وضعهم الصحي".
كما يتيح اليوم المفتوح توعية المواطنين بالأعراض التي يمكن أن يشعر بها المريض مثل ثقل في الفم، وانعدام سلاسة الكلام، أو ثقل في اليد، وحثهم في هذه الحالات على التوجه بسرعة إلى أقرب مستشفى أو قسم استعجالي لأن عامل الوقت هو مفتاح إنقاذ حياة المريض، حسب ذات المتحدثة.














