مونديال تحت 17 عاما : المنتخب التونسي يرفع التحدي بجيل واعد يطمح لتجاوز سقف المشاركات السابقة

مونديال تحت 17 عاما

بعد احتجاب تواصل على امتداد 13 سنة، يتأهب المنتخب التونسي لكرة القدم لتجديد العهد مع نهائيات كأس العالم للأصاغر تحت 17 عاما المقررة نسختها العشرين في دولة قطر من 3 إلى 27 نوفمبر الجاري بطموح تحقيق نتائج مشرفة والذهاب بعيدا في المسابقة انطلاقا من المجموعة الرابعة التي تضم أيضا الأرجنتين وبلجيكا وفيجي.

وكان المنتخب التونسي قد حجز تأشيرة عبوره إلى نهائيات كأس العالم بعد بلوغه الدور ربع النهائي من كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في المغرب بين 30 مارس و19 أفريل 2025 مستفيدا من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برفع عدد المنتخبات المشاركة في المونديال إلى 48 منتخبا وزيادة حصة إفريقيا إلى 10 مقاعد بدلا من أربعة.

وفي ظل هذا التوسع الذي شهده المونديال وتوزيع المنتخبات المشاركة على 12 مجموعة يصعد منها المتصدر والوصيف إضافة إلى أفضل ثمانية منتخبات تحتل المركز الثالث إلى الدور السادس عشر، أصبح تخطي الدور الأول أمرا متاحا على نطاق أكبر ولم يعد إنجازا في حد ذاته بالنسبة الى المنتخب التونسي كما كان في الدورات السابقة. هذا المعطى الجديد يجعل من التأهل إلى مرحلة الأدوار الإقصائية هدفا أساسيا لا مفر منه وأرضية ينطلق منها أبناء المدرب محمد أمين النفاتي نحو تطلعات أرحب.

وشاءت الصدفة أن تكون جميع مشاركات منتخب "نسور قرطاج" في كأس العالم تحت 17 عاما على الأراضي الآسيوية، فقد كان الظهور الأول عام 1993 باليابان حيث غادر المنتخب الدور الأول بعد حلوله ثالثا في المجموعة الرابعة بانتصار على الصين وهزيمتين أمام بولونيا والشيلي.

وجاء الظهور الثاني في 2007 بكوريا الجنوبية بجيل موهوب ضم عديد اللاعبين الواعدين آنذاك على غرار يوسف المساكني وبلال العيفة ونور حضرية ومصعب ساسي تحت قيادة المدرب ماهر الكنزاري الذين تمكنوا من تحقيق مشوار رائع خلال الدور الأول بجمعهم العلامة الكاملة بعد انتصارات باهرة على بلجيكا والولايات المتحدة وطاجكستان غير أن المسيرة توقفت عند الدور ثمن النهائي اثر الخسارة أمام فرنسا.

أما المغامرة الثالثة فتعود أطوارها الى سنة 2013 بالإمارات العربية المتحدة وضمت هي الأخرى تشكيلة بارزة من اللاعبين مثل فراس بالعربي ومحمد دراغر وشهاب الجبالي وحازم الحاج حسن وصبري بن حسن تحت إشراف المدرب عبد الحي بن سلطان ليكرر المنتخب إنجاز الوصول إلى الدور ثمن النهائي بحصوله على المرتبة الثانية ضمن المجموعة الرابعة من فوزين على فنزويلا وروسيا وهزيمة أمام اليابان قبل الخروج أمام المنتخب الأرجنتيني.

وبالعودة إلى نسخة 2025، يرفع المنتخب التونسي رهان تجاوز سقف مشاركاته السابقة مستندا إلى جيل شاب متحفز تتكامل فيه طاقات اللاعبين المحليين مع خبرة العناصر المحترفة في أوروبا ما يضع الفريق في موقع يؤهله للدفاع عن حظوظه بلا مركبات. وتضم القائمة مجموعة مميزة من اللاعبين الذين يشكلون النواة الأساسية يتقدمهم حارس مرمى روما الإيطالي سليم بوعسكر إلى جانب المدافعين علي جابر من بولونيا الإيطالي ولؤي الغضبان من النجم الساحلي. وفي خط الوسط، يبرز قائد الفريق إلياس الضاوي من الأولمبي الباجي إلى جانب زين الدين حسني من نيس الفرنسي وسيف الحاج عبد الله من وسترلو البلجيكي فيما يقود الهجوم الثنائي فادي الطياشي من النادي الإفريقي وأمان الله التواتي من الترجي الرياضي.

وتبدو المنافسة قوية في هذه المجموعة الرابعة التي ستضع المنتخب التونسي في مواجهة مدارس كروية مختلفة لكل منها خصائصها التكتيكية وهو ما يتطلب قراءات فنية تراعي أسلوب كل منافس، فمنتخب الأرجنتين يعد أحد أبرز القوى الكروية في العالم ورغم عدم تتويجه باللقب في هذه الفئة واكتفائه بالمركز الثالث ثلاث مرات أعوام 1991 و1995 و2003 فإنه يظل خصما عنيدا بفضل أسلوبه الهجومي السريع وغزارته في إنتاج المواهب القادرة على صناعة الفارق.

أما منتخب بلجيكا صاحب المركز الثالث في نسخة 2015 فيمثل نموذجا للمدرسة الأوروبية المعروفة بواقعية آدائها وانضباطها التكتيكي الصارم في حين يدخل منتخب فيجي مشاركته الاولى في المونديال دون ضغوطات كبيرة وسيحاول لعب دور الحصان الأسود وتعويض محدودية خبرته بمثل هذه المواعيد بحماس لاعبيه.

ولما كانت البدايات في هذا المونديال بمواجهة منتخب فيجي يوم 3 نوفمبر، يتعين على المنتخب التونسي تحقيق الفوز لتأمين انطلاقة واعدة ورفع منسوب الثقة لدى اللاعبين قبل الاختبارين الحقيقيين أمام كل من الأرجنتين يوم 6 نوفمبر وبلجيكا يوم 9 من الشهر ذاته.

ومع بداية العد التنازلي لهذه المشاركة، كثف المنتخب التونسي من استعداداته التي شملت سلسلة من التربصات الداخلية والخارجية تخللتها مباريات ودية عديدة أمام منتخب مصر بالقاهرة في مناسبتين (خسارة 2-3 وتعادل صفر-صفر) وأمام السعودية (فوز 1-صفر) وأمام الشيلي (هزيمة 1-2) بالإمارات.

وبغض النظر عن النتائج المحققة، فإن هذه الاختبارات شكلت فرصة حقيقية للإطار الفني لدعم عنصر الانسجام بين عناصر الفريق وضبط آخر اللمسات على الخطط الفنية المزمع اعتمادها والوقوف على مدى تأقلم اللاعبين معها على أمل أن يكونوا على أتم الجاهزية مع انطلاق المغامرة المونديالية.

شارك:

إشترك الأن

الاذاعة الوطنية
 Radio RTCI
خمس نجوم
الصالون الثقافي
بكل احترام
SPECIAL SPORT
محطّات
طربيات
خمس نجوم

خمس نجوم

17:00 - 18:00

ON AIR
الاذاعة الوطنية
 Radio RTCI
خمس نجوم
الصالون الثقافي
بكل احترام
SPECIAL SPORT
محطّات
طربيات