وكالة النهوض بالصناعة والتجديد تحدّد من خلال دراسة 40 فكرة مشروع واعد في تونس

كشفت الدراسة المعمقة التي أنجزتها وكالة النهوض بالصناعة والتجديد حول تحديد القطاعات الواعدة، على امتداد 14 شهرا (من أوت 2023 الى اكتوبر 2024)، عن وجود 40 فكرة مشروع واعد في تونس، وفق ما أعلن عنه المدير العام للوكالة، عمر بوزوادة، الثلاثاء

وأفاد بوزوادة، خلال ندوة انتظمت بتونس، أن هذه الدراسة المعمقة تهدف الى دفع الاستثمار وتعزيز احداث مواطن عمل جديدة، فضلا عن خلق الثروة في مختلف القطاعات الأساسية للاقتصاد التونسي

وأضاف ان الدراسة مكنت، كذلك، من استكشاف المجالات المبتكرة القادرة على تلبية احتياجات سوق الشغل المتزايدة ودعم التنمية الاقتصادية في تونس

وتابع المسؤول ان الدراسة حددت القطاعات الواعدة على غرار الصناعات الميكانيكية والكهربائية وصناعة النسيج والملابس والجلود والصناعات الغذائية والاقتصاد الدائري والانتقال الطاقي والصناعات المختلفة. وكشف عن إعداد جذاذات مشاريع لهذه القطاعات تتضمن معطيات دقيقة ومفصلة بخصوص آفاق التنمية وفرص الأعمال الممكنة

ولفت الى ان جذاذات المشاريع تساعد على تقديم الآليات لأصحاب المشاريع والمستثمرين قصد تحديد فرص الاستثمار والأعمال ذات القيمة المضافة العالية

وترنو الدراسة، ايضا، إلى توفير وخلق مناخ ملائم للتجديد والابتكار وتعزيز ريادة الأعمال في القطاعات المستجدة

وأوضح ممثل مكتب الدراسات التونسي المكلف باعداد هذه الدراسة، ماجد العزابي، أن هذا العمل يهدف الى دعم النسيج الاقتصادي التونسي والحث على الاستثمار في البلاد لخلق فرص العمل والثروة. واعتبر أن الدراسة تمثل اداة استراتيجية لأصحاب القرار السياسيين والفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الراغبين في المساهمة في النمو المستدام لتونس

وكشف ان الدراسة تتكون من "جرد ودليل أفكار" مكّن من توصيف القطاعات الواعدة وتحديد أفكار المشاريع بالإضافة إلى "بطاقات توصيف مهنية" تشكل نوعا من دراسات الجدوى والتي سمحت باختيار عشرة مشاريع لتطويرها

ووفق الدراسة تتوزع المشاريع على 12 مشروعا في قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية والتنقل و9 مشاريع تهم الاقتصاد الدائري والانتقال الطاقي و7 مشاريع تتعلق بصناعة النسيج والملابس والجلود و6 مشاريع في مجال الصناعات الفلاحية والغذائية و6 مشاريع تشمل صناعات مختلفة

وتتضمن أفكار المشاريع تصميم وإنتاج حلول روبوتية للصناعة وتصنيع الطائرات دون طيار والطائرات الخفيفة وصناعة صناديق الوصلات للوحدات الكهروضوئية، والأكياس القابلة للتحلل الحيوي علاوة على تثمين نفايات الهدم واستخراج الزيوت العلاجية من نواة التمر وايضا صناعة أعلاف الماشية من نفايات التمر والنخيل. كما تشمل ايضا وحدة لإنتاج مزيل عرق للجسم ووحدة لإنتاج مادة الإيثانول.

ويعتبر فيليكس سارازين، رئيس مشروع الشراكات من أجل التشغيل ودعم الشركات الصغرى والمتوسطة في تونس 2، أن اختيار التركيز على القطاعات الواعدة الجديدة يفتح آفاقًا مهمة بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال منهم الشباب، بما يمكنهم من تنفيذ المشاريع بفضل دليل أفكار المشاريع.

ويقترح دليل الافكار جملة من الادوات الفعلية لاصحاب المباردات التونسيين القادرين على استغلال القطاعات الاستراتيجية بهدف احداث مواطن الشغل وخلق الثروة والمساهمة في آن واحد في التحول المستدام للاقتصاد التونسي، وفق قوله

وبين في ما يهم جذاذات المشاريع، انها ستساعد حاملي افكار المشاريع على تشخيص فرص الاستثمار، والاستفادة من المجالات الواعدة مثل الاقتصاد الاخضر والانتقال الطاقي والتكنولوجيا، لمواكبة للتوجهات العالمية الكبرى

واضاف ان هذه الوثائق ستتيح توجيه الباعثين في كل مرحلة من المشروع وتجاوز التحديات التي تفرضها السوق والاندماج في السلسلة العالمية

وابرز رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، اصلان بن رجب، اهمية الدراسة باعتبار المجالات الواعدة التي يتعين التفكير فيها كمجالات حيوية ومتحركة ومرتبطة بالتحول العالمي

وتابع بقوله "العالم يتغير بسرعة لا يمكن التحكم فيها وما كان استراتيجيا امس، يفقد هذه الصفة اليوم، وما كان هامشيا، منذ خمس سنوات خلت، بات، اليوم، رافعة حقيقية للسيادة الوطنية، وهو ما يفترض قدرات على الاستشراف ومرونة مؤسساتية"