أهمية متابعة نمو النطق عند الأطفال: بين دور الأخصائي ودعم العائلة
تُعدّ السنوات الأولى من عمر الطفل مرحلة حاسمة في نموه اللغوي والنفسي، وهو ما أكدته الأخصائية في تقويم النطق علا الراعي خلال استضافتها في برنامج Dimanche Plus على موجات إذاعة الشباب مع سهى الماجري
وفاطمة الشابي.
وشددت الراعي على أن متابعة نمو اللغة والنطق يجب أن تبدأ منذ السنة الأولى من عمر الطفل، حيث تُسهم هذه المتابعة المبكرة في الكشف عن أي تأخر أو اضطرابات نطقية قد تؤثر لاحقًا على تحصيله الدراسي وتواصله الاجتماعي.
وأوضحت أن دور أخصائي النطق لا يقتصر فقط على معالجة صعوبات النطق، بل يشمل أيضاً دعم مهارات التركيز والانتباه، التي تُعدّ أساسية في البيئة المدرسية. فكلما كان الطفل أكثر قدرة على الانتباه، زادت فرص استيعابه للمعلومات، وازدادت ثقته بنفسه، مما ينعكس إيجابياً على مشاركته الفعالة داخل المدرسة .
من جهة أخرى، أكدت الراعي على أهمية دور العائلة في مرافقة أطفالهم نفسياً، حيث لا يكفي الاهتمام بالتطور المعرفي فقط، بل لا بد من توفير بيئة أسرية هادئة وآمنة تُشجّع الطفل على التعلم دون ضغط مفرط. فالضغط يولّد القلق ويحدّ من قدرة الطفل على التقدم، بينما المرافقة الداعمة تعزز ثقته بنفسه وتساعده على بناء استقلاليته.
كما دعت الأهل إلى تشجيع الطفل على تحمّل مسؤولية دراسته، من خلال تقديم الدعم والإشراف، دون إنجاز واجباته نيابة عنه، لأن ذلك يضعف حس المسؤولية لديه ويؤثر سلباً على تطوره الشخصي.
و شددت علا الراعي على أن نجاح الطفل في المدرسة والمجتمع يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الأهل والأخصائيين، حيث يُعدّ التوازن بين الدعم النفسي في البيت والمتابعة المتخصصة من قبل الأخصائيين، العامل الأهم في بناء طفل متوازن، واثق، وقادر على التكيف والنجاح في الحياة .