نابل: موسم القوارص يواجه تهديدات حقيقية ويجب اتخاذ إجراءات استثنائية لتسهيل ترويج الصابة

قال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل عماد الباي، اليوم الجمعة، في تصريح لصحفي وكالة تونس افريقيا للانباء، أن موسم القوارص يواجه تهديدات حقيقية "يمكن ان تؤدي الى خسارة الصابة"، داعيا السلط المركزية وخاصة منها وزارتي التجارة والفلاحة، والسلط الجهوية، الى اتخاذ إجراءات استثنائية لتسهيل نقل المحاصيل وترويجها خارج ولاية نابل من اجل انقاذ الموسم وإنقاذ الفلاحين.
وأضاف الباي انّ انطلاقة موسم القوارص تشهد عديد الصعوبات التي تسببت في "حالة من الهلع والخوف في صفوف الفلاحين بسبب ندرة عمليات شراء الثمار على رؤوس الشجر، وبسبب ما يواجهه الفلاحون وتجار البرتقال من صعوبات ومن شدة في تطبيق الإجراءات القانونية عند نقل المنتوج والسعي لترويجه خارج ولاية نابل" وفق قوله.
وجدد الدعوة في ذات السياق الى "مواصلة اعتماد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذت السنة الفارطة والتي مكنت من انقاذ الموسم"، مبرزا ان الفلاحين "ملتزمون بتطبيق القانون ولا يدعون لمخالفة القوانين ولكنهم يدعون الى مراعاة وضعياتهم الاجتماعية والاقتصادية وحساسية الفترة وما يواجهونه من تهديدات خاصة وان الشدة في تطبيق الإجراءات يمكن ارجاؤها الى حين انجاز مشروعي سوق الجملة ببني خلاد وسوق الإنتاج بمنزل بوزلفة، والتي ستكون الالية المثلة لتنظيم عمليات البيع والشراء في اطار قانوني واضح ومنظم".
وبيّن انّ المطالبة بالإجراءات الاستثناية لنقل الصابة وتسهيل ترويجها عن طريق تجار الشاحنات الخفيفة والذين يعرفون ب" الدّوارجية"، "مرده انه لا يمكن لأي سوق جملة في الجمهورية ان تستوعب ما بين 1200 و 2000 طن من البرتقال التي تجمع يوميا بمناطق الإنتاج"، وفق قوله.
وأشار من جهة أخرى، الى ان التصريحات والاخبار التي روجت على صفحات التواصل الاجتماعي والمتعلقة بضرورة الاستظهار بال"باتيندا" وبان الحصول عليها ممكن بدفع 400 دينار فقط، زادت من تشتيت اذهان الفلاحين والتجار والقت بهم في حالة من " الإحباط والقلق" وزادت في تعقيد انطلاق الموسم.
ولاحظ ان السلط الجهوية عقدت ثلاث جلسات متتالية لموسم القوارص بحضور مختلف المتدخلين بهدف تذليل كل الصعوبات التي يمكن ان تواجه القطاع في فترة جمع الصابة وترويجها، مبرزا ان مصالح المراقبة الاقتصادية ورغم تفهمها لحساسية الوضع "لم تتخذ أي اجراءات فعلية"، وفق تقديره.
وفنّد الباي في ذات السياق ما روج من اخبار منذ شهر سبتمبر الفارط بخصوص صابة القوارص بولاية نابل، التي تساهم بما بين 70 و80 بالمائة من الإنتاج الوطني، وانها لن تتجاوز 200 الف طن بولاية نابل ولن تتجاوز 300 الف طن وطنيا، قائلا "هي اخبار زائفة ومبالغ فيها وغير دقيقة ومحبطة بالنسبة للفلاحين ولمهنيي القطاع خاصة وان توقعات الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل تشير الى ان الصابة ستكون في مستويات الموسم الفارط أي نحو 270 الف طن بفضل توفير كميات اكبر من مياه الري المتأتية من مياه الشمال وتحسن التساقطات خلال السنة الفارطة".
واكد ضرورة الاقرار "بتسجيل تراجع لا في الكميات الاجمالية بل فقط في نسبة الاحجام الكبيرة لثمار البرتقال مقارنة بالموسم الفارط من 40 بالمائة الى نحو 25 بالمائة".
ولاحظ الباي ان إشكاليات موسم القوارص، لم تقتصر على عمليات ترويج الصابة، بل ان الموسم عرف صعوبات كبرى بسبب "تأخر عملية المداواة من آفة ذبابة الفاكهة (السيراتيت) وقرار عدم اعتماد المداوة بالطائرة والاقتصار على المداواة البيولوجية دون توفير مستلزمات تركيز العدد الكافي من المصائد بسبب تعطيلات إدارية والاقتصار على عملية مداوة واحدة بدل ثلاث مرات تسبب في الحاق اضرار كبيرة في انتاج القوارص بعد المعاينات الميدانية"، مضيفا القول ان هذه الاضرار "لا يمكن حصرها وتحديد نسبتها الا بعد نهاية الموسم".









